الجزائرالٱن _ في خطوة جديدة تؤكد أهمية الدور الجزائري في المنطقة، جدد السفير الإسباني بالجزائر، فيرناندو موران، تأكيد بلاده على مكانة الجزائر كشريك استراتيجي لإسبانيا على المستويين الإقليمي والدولي، معربًا عن رغبة مدريد في إعادة العلاقات الثنائية إلى مستوى التميز الذي طبعها لسنوات طويلة قبل فترة الفتور الأخيرة.
■ إشادة بدور إقليمي ثابت
خلال استقباله من طرف رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، حرص السفير الإسباني على الإشادة بالدور الريادي للجزائر في شمال القارة الإفريقية والمنطقة المغاربية ومنطقة الساحل، وهي إشادة تكشف إدراك مدريد المتجدد لأهمية الجزائر كلاعب أساسي في استقرار المحيط الإقليمي ومكافحة التهديدات الأمنية العابرة للحدود، خاصة في ظل تراجع أدوار بعض القوى التقليدية في الساحل.
كما أعرب الدبلوماسي الإسباني عن امتنان بلاده للجهود التي بذلتها الجزائر بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، لتحرير الرهينة الإسباني جيلبرت نفارو، الذي اختُطف في شمال مالي، معتبرا هذه العملية مثالًا عمليًا على التزام الجزائر الثابت بمسؤولياتها الإنسانية والأمنية إقليميا.
■ الدبلوماسية البرلمانية: ورقة لتعزيز الثقة
اللقاء شكل فرصة لمناقشة السبل الكفيلة بإعادة بعث التعاون الثنائي على المستوى البرلماني، حيث اتفق الطرفان على ضرورة تفعيل اتفاقية التعاون بين مجلس الأمة الجزائري ومجلس الشيوخ الإسباني، من خلال تكثيف تبادل الزيارات والوفود وتوسيع قنوات الحوار بين المؤسستين التشريعيتين.
ويعكس هذا التوجه قناعة مشتركة بأن الدبلوماسية البرلمانية يمكن أن تشكل أداة عملية لتقريب وجهات النظر وتجاوز بعض الملفات العالقة، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية في المنطقة المتوسطية.
■ آفاق اقتصادية واعدة
وفي الشق الاقتصادي، شدد السفير الإسباني على ضرورة الارتقاء بمستوى التبادل التجاري والتنسيق الثنائي، بما يخدم مصالح الشعبين ويعيد الديناميكية القوية التي طبعت العلاقات التجارية لسنوات، خاصة أن إسبانيا تبقى من أبرز شركاء الجزائر الأوروبيين في قطاع الطاقة والاستثمارات.
بدوره، نوه رئيس مجلس الأمة عزوز ناصري بعمق الروابط التاريخية التي تجمع البلدين، مؤكدًا أن الحوار البنّاء هو السبيل الأمثل لتعزيز التعاون وتوحيد الرؤى إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، في منطقة تشهد تحولات متسارعة تستدعي تضافر الجهود والتنسيق بين الشركاء الحقيقيين.