مدير المخابرات الفرنسية: "التنسيق مع الجزائر مستمر رغم كل شيء

الجزائر الآن _ كشف نيكولا لرنر، مدير المخابرات الخارجية الفرنسية، عن بقاء قنوات التعاون الأمني والاستخباراتي مع الجزائر مفتوحة، رغم التوتر السياسي الذي تمرّ به العلاقات بين البلدين. وأكد لرنر في حوار مع موقع «LCE» الفرنسي أن التواصل مع نظرائه الجزائريين لم ينقطع، وأن تبادل المعلومات مستمر خاصة في ملفات مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف .

الإرهاب والتطرف: أولوية مشتركة

أوضح المسؤول الفرنسي أن التعاون بين باريس والجزائر ضروري أمام التحديات الأمنية التي تواجههما، مشيرًا إلى أن مكافحة الجماعات الإرهابية ومتابعة بؤر التطرف العنيف تفرض على الجانبين تجاوز الخلافات الظرفية والاحتكام إلى منطق “المصلحة الأمنية العليا”

الجزائر: شريك لا يمكن تجاوزه

مصدر الصورة

لرنر وصف الجزائر بأنها «لاعب أساسي» في الخارطة الأمنية الإقليمية والدولية، معتبرًا أن تجاهل الجزائر أمر غير وارد بالنظر إلى موقعها الجغرافي الحساس ودورها الحيوي في تأمين الساحل والصحراء الكبرى. واعتبر أن ما يربط البلدين أعمق من الأزمات الدبلوماسية التي تتجدّد من حين لآخر .

الاستخبارات الفرنسية: لا خطوط حمراء في التجنيد

في جانب آخر، تحدّث مدير المخابرات الفرنسية عن فلسفة جهازه، موضحًا أن باريس لا تتردّد في تجنيد الأفراد من أي مستوى، حتى لو تطلّب الأمر استمالة أشخاص من داخل دولهم لـ«خيانة أوطانهم» لصالح فرنسا. وقال إن استراتيجية «كل شيء قابل للاختراق» تظل قاعدة أساسية، خاصة لاستهداف الفئات الشابة القابلة للتجنيد .

بوتين وكوريا الشمالية تحت الرصد

مصدر الصورة

أشار لرنر إلى أن المخابرات الفرنسية تولي أهمية قصوى لمتابعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورصد تحركاته وتحليل قراراته، معتبرا أن ذلك أولوية في السياق الدولي الحالي.

كما اعترف بصعوبة اختراق أنظمة مغلقة مثل روسيا وكوريا الشمالية، مؤكدًا أن الرصد والمراقبة يبقيان سلاح باريس لضمان عدم وجود مفاجآت .

هكذا يثبت تصريح مدير المخابرات الفرنسية أن خيوط الأمن لا تقطعها السياسة، وأن الجزائر تبقى رقما صعبا في أي معادلة إقليمية مهما حاول البعض القفز على حقائق الجغرافيا والتاريخ.