آخر الأخبار

إلى «جحا» المخزن: حمـاركم تحتكم.. والحقيقة عارية !

شارك
مصدر الصورة
الكاتب: رئيس التحرير

■ عمود يومي | الآن فقط

الجزائر الآن _ مرة أخرى تُثبت أبواق المخزن المغربي أنها بارعة في شيء واحد: صناعة الأكاذيب وتصديقها ثم الصراخ بها في كل اتجاه، حتى لو كانت الحقيقة تسير أمامهم عاريةً، مثل حمار جحا الذي يركبونه وهم يفتّشون عنه!

الحكاية ببساطة بدأت على هامش لقاء المنتخب الجزائري للسيدات ضد بوتسوانا في إطار كأس إفريقيا للأمم المقامة بالمغرب. بضعة مقاعد احتياط عليها شعار الجامعة المغربية لكرة القدم، وقطعة شريط لاصق وُضعت لتغطي اللوغو — وهنا انفجرت أبواق الدعاية المخزنية في نوبة صراخ هستيري…: «الجزائريون أخفوا شعارنا!» وكأنهم اكتشفوا مؤامرة كونية.

الأغرب أن وسائل الإعلام المغربية وعن بكرة أبيها خرجت لتشارك في العويل، وإلى جانبها بعض الأبواق الأخرى المعروفة ، التي تلقّفت هذه الأكذوبة وصنعتها «قضية»، وبدأت تُرددها كالببغاء، متجاهلة أبسط بديهيات التحقق.

مصدر الصورة

بينما التزم الاتحاد الجزائري لكرة القدم الصمت، تكفّلت الكاميرات بقول الحقيقة: المتطوعون في الدورة هم من وضعوا الشريط اللاصق — هكذا ببساطة. ثم جاء مساعد مدرب منتخب تونس للسيدات بنفسه ليقول إنه أزال الشريط من كراسي فريقه لأنه رآه منظرًا غير احترافي! ليتفاجأ بتدخل مسؤول من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، أكد له أن الاتحاد الإفريقي نفسه هو من وضع الشريط لأسباب تنظيمية تخص تجهيز الملعب، لا الجزائر ولا غيرها!

لكن «جحا» المخزن، كعادته، لم يرَ الحمار الذي يركبه. ظلّ يصرخ: «الحقيقة ضاعت!» وهو يعتلي ظهرها بكل صفاقة.

مصدر الصورة

هذه الحادثة الصغيرة تختصر مأساة جارٍ لم يجد سوى الوهم تجارةً. بلد يبيع التطبيع في العلن والسرّ، يشتري روايات جاهزة ويصدّرها في قنوات «مستأجرة»، ويظن أن الشريط اللاصق سيُغطي الحقيقة… الحقيقة التي تقول إن الجزائر موقفها ثابت لا يتغير: لا تطبيع سياسيًا ولا رياضيًا ولا مساومة على مبدأ.

ومن لا يعرف القصة فليسمعها كما هي: يُروى أن جحا فقد حماره أو هذا ما كان يعتقد، فراح يبحث عنه في السوق صارخًا «ضاع حماري! ضاع حماري!» والناس حوله يرونه يركبه ولا يجرؤون على تذكيره، حتى اقترب منه أحد العقلاء وقال له: «يا جحا، أأنت تبحث عن حمارك وأنت فوقه؟» فرد جحا ببرود من فقد عقله: «أبحث عنه لأتأكد أنه لم يضع مني!» فأي شريط هذا الذي يخبئ الحقيقة عنكم وأنتم تركبونها ولا ترونها؟

تمامًا هذا حالكم يا «جحا» المخزن: تفتعلون الأكاذيب وتصدقونها، وتبحثون عن فضيحة بين أكوام الفشل، والحقيقة تسير تحتكم مكشوفة لا يسترها شريط ولا يغطيها كذب.

وهكذا تستمر مسرحية المخزن الرديئة: أكاذيب رديئة، أداء مسرحي بائس، وشريط لاصق لا يغطي إلا عورات الإعلام المُطبّع. أما الجزائر، فتمضي بثبات على درب لا يُغطيه شريط ولا يُشوّهه صراخ.”

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا