الجزائرالٱن _ أنهى وفد نيابي جزائري زيارة عمل إلى موسكو، أجرى خلالها سلسلة محادثات مع مسؤولين روس تناولت الأزمات الإقليمية في منطقة الساحل ومالي، وسط تأكيدات على تقارب الرؤى بين البلدين بشأن ضرورة تغليب الحلول السلمية على التدخلات العسكرية.
وخلال هذه الزيارة، التي اختتمت الخميس، التقى الوفد الجزائري بمسؤولين بارزين في مجلس الدوما، بينهم رئيس لجنة العلاقات الدولية ليموند سلوتسكي، ونائب رئيس المجلس ديمتري فلاديسلاف دافنكوف، إضافة إلى مسؤولين في الوكالة الفيدرالية للتعاون.
■ حوار لا سلاح
كشف رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائر–روسيا، عبد السلام بشاغة، أن المباحثات كشفت عن «قناعات جديدة لدى المسؤولين الروس» بضرورة إعادة التفكير في إدارة الأزمات الإفريقية بعيدًا عن الحل العسكري وحده. وأضاف بشاغة في تصريحات نقلها “العربي الجديد”: “المسؤولون الروس الذين التقيناهم أعربوا بوضوح عن اتفاقهم مع الجزائر في أن معالجة أزمات مالي والساحل لا يمكن أن تكون عسكرية فقط، بل يجب أن تقوم على الحوار والتفاهم بين الأطراف”
وأضاف أن موسكو أبدت استعدادًا تامًا لتلقي أي مقترحات أو تصورات جزائرية لدفع جهود الوساطة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.
■ آلية تنسيق مؤسساتية
تأتي هذه المواقف الجديدة في سياق توافق جرى الإعلان عنه في فيفري 2025، حين اتفقت الجزائر وروسيا على استحداث آلية تنسيق وتشاور دورية بين العاصمتين، تُعقد كل ثلاثة أشهر، بهدف تقييم تطورات الملفات الإقليمية ومعالجة أي تباينات قد تطرأ، لا سيما في ما يتعلق بوجود قوات «فاغنر» في مالي وليبيا قرب الحدود الجزائرية.
وقال بشاغة إن الوفد الجزائري شدد خلال اللقاءات على أن أي دور روسي متنامٍ في الساحل يجب أن يراعي رؤية الجزائر وفهمها العميق لخصوصيات المنطقة وتعقيداتها الإثنية والتاريخية. وأضاف: “أكدنا لنظرائنا الروس أن الجزائر كانت ولا تزال تدفع باتجاه الحلول السلمية والحوار، كما فعلت في اتفاق الجزائر عام 2015 الذي أنهى مواجهة مسلحة بين طرفي النزاع في مالي”
■ رسائل طمأنة متبادلة
وبحسب بشاغة، فقد لمس الوفد النيابي الجزائري حرصًا واضحًا من الجانب الروسي على تجنب أي ضرر قد يلحق بالعلاقات الثنائية بسبب تباين بعض المواقف حول الأزمات الإقليمية. وقال لنفس المصدر: “أكدنا على متانة العلاقة الجزائرية الروسية، ووجدنا بالمقابل حرصًا روسيًا صريحًا على أن يظل التعاون الاستراتيجي في منأى عن أي خلافات ظرفية”
وأشار إلى أن اللجنة الثنائية للتشاور بين وزارتي خارجية البلدين اجتمعت حتى الآن خمس مرات، مع التحضير لجولة سادسة قريبًا لمتابعة هذه الملفات.
■تواصل برلماني دائم
من جهته، شدد رئيس لجنة العلاقات الدولية بمجلس الدوما الروسي، ليموند سلوتسكي، وفق بيان أصدره البرلمان الجزائري، على ضرورة إبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين المؤسستين التشريعيتين في موسكو والجزائر، لضمان متابعة ملفات التعاون الاقتصادي وتطبيق الاتفاقيات الثنائية، إلى جانب التنسيق المشترك بخصوص المستجدات الإقليمية والدولية.