أعلنت الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية في الجزائر ANPP عن تحذير رسمي شديد اللهجة حول مخاطر دواء كان يوصف بكثرة للأطفال لمعالجة اضطرابات الجهاز الهضمي، مؤكدة أنه لم يعد آمنًا للاستخدام.
يتعلق الأمر بمادة “النيفوروكسازيد”، وهو مضاد للإسهال واسع الانتشار اعتاد المرضى الجزائريون على اقتنائه بسهولة ودون قيود مشددة.
وجاء هذا القرار عقب عملية تقييم معمقة على المستوى الدولي أشرفت عليها منظمة الصحة العالمية التي أعادت دراسة العلاقة بين فوائد هذا الدواء ومخاطره.
وكشفت النتائج عن مخاطر جسيمة قد تهدد حياة المرضى خاصة الأطفال، حيث تم تسجيل تفاعلات مناعية وحساسية شديدة بلغت حد حدوث (صدمة تأقية ووذمة كوينك)، وهما حالتان طارئتان قد تؤديان إلى الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي الفوري.
– الصدمة التأقية: تحسس شديد يهدد الحياة يسبب هبوط الضغط وصعوبة التنفس.
– وذمة كوينك: تورم مفاجئ عميق بالجلد والأنسجة خاصة حول العينين والشفتين.
وأعلنت الوكالة استنادًا إلى هذه المعطيات، أن استعمال “النيفوروكسازيد” بات محظورًا بشكل كامل على الأطفال والمراهقين دون سن 18 عامًا وكذلك النساء الحوامل والمرضعات، مؤكدة أن صرفه في الصيدليات لن يتم بعد اليوم إلا بعد تقديم وصفة طبية صادرة حصريًا عن طبيب مختص.
في سياق متصل، دعت الوكالة الوطنية جميع منتجي ومستوري الأدوية التي تحتوي على “النيفوروكسازيد” إلى الإسراع في تحديث نشرات الاستعمال والوثائق التقنية الخاصة بهذه المنتجات، مشددة على ضرورة تضمين تحذير جديد بشكل واضح وصريح حتى يكون المهنيون والمرضى على دراية كاملة بالمخاطر.
وأوضحت الهيئة الرقابية في بيانها، أن تطبيق هذه التدابير واجب فوري لا يقبل التأجيل، معتبرة أن حماية صحة المواطنين تتصدر الأولويات.
ويعكس هذا القرار إرادة السلطات الصحية في الجزائر لتشديد الرقابة على الأدوية والحرص على ملاءمتها لمعايير السلامة الدولية.
ووجهت الوكالة نداء لجميع الأطباء والصيادلة بضرورة التعامل بأقصى درجات الحذر مع أي وصفة أو طلب لهذا الدواء، داعية المواطنين إلى عدم اللجوء إلى الاستعمال العشوائي أو شراء أدوية دون استشارة طبية دقيقة.
كما شددت الوكالة على أهمية توعية الأسر بخطورة تجاهل التحذيرات الجديدة، موضحة أن التهاون في الالتزام بالتوصيات قد يعرض حياة الأطفال للخطر.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار سلسلة من القرارات التي تبنتها الجزائر مؤخرًا لتعزيز سلامة المرضى وتحديث سياساتها الدوائية تماشيًا مع توصيات منظمة الصحة العالمية.