استطلاع فرنسي: باريس لا تملك الشجاعة لمواجهة الجزائر

الجزائرالٱن _ في خضم التوترات المتصاعدة بين الجزائر وفرنسا، أظهر استطلاع للرأي أن غالبية الفرنسيين يعتقدون أن حكومتهم تفتقر إلى الجرأة في التعامل مع الجزائر، وهو ما يعكس حالة استياء واضحة في الشارع الفرنسي تجاه سياسات الإليزي في هذا الملف الحساس.

■ أغلبية ترى باريس ضعيفة أمام الجزائر

بحسب نتائج الاستطلاع الذي أعده مركز CSA لصالح شبكة CNEWS وصحيفة Le Journal du Dimanche وإذاعة Europe 1، يرى 64% من الفرنسيين أن باريس «تفتقر إلى الشجاعة» في إدارة علاقاتها مع الجزائر، مقابل 13% فقط لا يشاطرون هذا الرأي، فيما فضّل 22% عدم تحديد موقفهم. اللافت أن هذه الأرقام تتشابه تقريبًا مع نتائج استطلاع سابق أُجري في مارس الماضي، عندما تفجّرت أزمة رفض الجزائر استقبال مهاجرين غير شرعيين رحّلتهم فرنسا، حيث عبّر حينها 65% عن الرأي نفسه.

■ أحكام القضاء الجزائري تحرج باريس وتكشف ارتباكها

تأتي نتائج هذا الاستطلاع بينما وجد المسؤولون في باريس أنفسهم في موقف محرج أمام الرأي العام الفرنسي، بعد أن أصدرت العدالة الجزائرية ـ بقراراتها السيادية ـ أحكامًا بحق صحفيين ومثقفين يحملون الجنسية الفرنسية. هذه الأحكام أثارت نقاشًا واسعًا داخل فرنسا، لكنها في النهاية تعكس استقلالية القضاء الجزائري، في حين يرى قطاع واسع من الفرنسيين أن حكومتهم بدت عاجزة عن التعامل بوضوح وحزم مع هذه الملفات، ما زاد من شعورهم بأن باريس تفتقر للشجاعة أمام الجزائر.

■ اختلاف الآراء بين الأجيال والطبقات

كشف الاستطلاع عن تباين في المواقف حسب الفئة العمرية: فالفئات الأكبر سنًا هي الأكثر انتقادًا لحكومة ماكرون، إذ يرى 73% ممن تجاوزوا 65 عامًا أن بلادهم ضعيفة أمام الجزائر، بينما تنخفض النسبة إلى 57% لدى من هم دون 35 عامًا.

كما رصد الاستطلاع اختلافًا بين الطبقات الاجتماعية؛ إذ تصل النسبة إلى 70% لدى ذوي الدخل المرتفع، مقابل 66% لدى الفئات ذات الدخل المحدود، و59% لدى غير النشطين.

■ انقسام سياسي واضح

سياسيًا، أظهر الاستطلاع انقسامًا كبيرًا؛ إذ جاءت نسبة المؤيدين للرأي القائل إن باريس تفتقر إلى الشجاعة أقل بين مؤيدي اليسار (52%)، فيما ارتفعت بشكل لافت لدى أنصار اليمين واليمين المتطرف، لتصل إلى 83% لدى «الجمهوريين» و84% لدى «التجمع الوطني».

■ رسائل مباشرة للإليزي

في المجمل، يعكس هذا الاستطلاع رسالة واضحة للإليزي: الشارع الفرنسي غير راضٍ عن تردّد حكومته في التعامل مع الجزائر، ويرى أن فرنسا باتت تفتقد لمفاتيح التأثير التقليدية أمام موقف جزائري يتسم بالحزم، وهو ما يضيف مزيدًا من التعقيد إلى علاقات ثنائية تعرف أصلًا حالة من الفتور منذ أشهر.