الجزائرالٱن _ تمهيد. في خضمّ عالمٍ مضطرب، يتسارع فيه نسق التحولات الجيوسياسية والاقتصادية، ويتعمق فيه تداخل الأزمات وتعدد الفاعلين، برزت الدبلوماسية البرلمانية كأحد الأدوات السيادية الحديثة التي تتيح للدول توسيع دوائر حضورها الخارجي، وتعزيز مواقعها التفاوضية، والدفاع عن مصالحها الوطنية العليا عبر منابر غير تقليدية.
وفي الجزائر، شهدت العهدة التشريعية الحالية نقلة نوعية في تفعيل هذا المسار، تجسدت في أداء أكثر نشاطًا وفعالية للمجلس الشعبي الوطني، بقيادة رئيسه السيد إبراهيم بوغالي، الذي أرسى رؤية استراتيجية لدبلوماسية برلمانية متوازنة، مبدئية، سيادية، ومنفتحة، عززت من إشعاع الجزائر في فضائها العربي والإسلامي، ورفعت من مكانتها كفاعل وازن في المحافل الدولية.
■ أولًا: تحوّل نوعي في المقاربة الجزائرية للدبلوماسية البرلمانية
منذ انطلاق العهدة التشريعية الحالية، لم تكتف الدبلوماسية البرلمانية الجزائرية بالأدوار البروتوكولية أو التمثيلية، بل انتقلت إلى مرحلة الفعل والتأثير، من خلال:
– الحضور المنتظم والمكثف للوفود البرلمانية في مختلف المنتديات القارية والدولية.
– تقديم خطاب متوازن وراسخ يعكس مواقف الجزائر الثابتة تجاه قضايا السلم والأمن والتنمية، وعلى رأسها دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها.
– الانخراط في آليات التشاور والتنسيق مع الشركاء الدوليين من منطلق الندية والاحترام المتبادل.
■ ثانيًا: دبلوماسية فعالة في الفضاءين العربي والإسلامي
1. القيادة الجزائرية للاتحاد البرلماني العربي
انتخاب السيد إبراهيم بوغالي رئيسًا للاتحاد البرلماني العربي شكّل تتويجًا لدور الجزائر في دعم العمل العربي المشترك. وقد ركزت رئاسته على:
– تعزيز وحدة الصف العربي.
– الدفاع عن القضايا المركزية وعلى رأسها فلسطين.
– إدراج الأبعاد التنموية كالأمن الغذائي والطاقة والتعليم ضمن العمل البرلماني العربي.
2. الدورة 18 لاتحاد مجالس منظمة التعاون الإسلامي
مثلت استضافة الجزائر لهذه الدورة في 2023 لحظة محورية عززت ريادتها البرلمانية الإسلامية، وسمحت بتوحيد المواقف تجاه الإسلاموفوبيا، ودعم التنمية في البلدان الأقل نموًا، والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في الضمير الإسلامي الجماعي.
■ تفعيل لجان الصداقة البرلمانية
ساهمت إعادة تفعيل لجان الصداقة البرلمانية مع عدد من الدول في:
– بناء الثقة السياسية والاقتصادية.
– فتح قنوات حوار مستدامة.
– تسهيل التنسيق في ملفات استراتيجية.
■ انخراط البرلمان في الدبلوماسية الاقتصادية
أصبحت الدبلوماسية البرلمانية رافعة حقيقية للدبلوماسية الاقتصادية من خلال:
– الترويج لفرص الاستثمار.
– مرافقة المؤسسات الوطنية خارج الحدود.
– تعزيز العلاقات مع برلمانات الدول المؤثرة لصياغة شراكات اقتصادية متوازنة.
■ خاتمة
إن التجربة الجزائرية في الدبلوماسية البرلمانية خلال العهدة الحالية بقيادة السيد إبراهيم بوغالي قدّمت نموذجًا متميزًا لدبلوماسية المبادرة والتأثير. كما أن النجاحات المتراكمة في الفضاءين العربي والإسلامي تؤهل البرلمان الجزائري ليكون فاعلًا محوريًا في دعم السياسات الوطنية، وترقية صورة الجزائر إقليميًا ودوليًا، في انسجام تام مع ثوابتها ومصالحها العليا.