آخر الأخبار

جون بولتون: لا جهاديين ولا إيرانيين في الصحراء الغربية… والمغرب هو من عطل الاستفتاء

شارك
بواسطة محمد قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد قادري


الجزائر الآن _ يُعرف جون بولتون، الدبلوماسي والمستشار السابق للأمن القومي الأمريكي، بمواقفه الصارمة في السياسة الخارجية.

ورغم أن مسيرته تركزت على قضايا الأمن والدفاع العالمي، فقد عبّر عن دعمه لحقوق الصحراويين والحلول الدبلوماسية لقضية الصحراء الغربية.

ودافع بولتون عن احترام حق الصحراويين في تقرير مصيرهم، وأيد الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز السلم والاستقرار في المنطقة، في موقف يعكس التزامه بحل النزاعات سلميًا وحماية حقوق الإنسان.

في تصريحات جديدة أعاد فيها جون بولتون تسليط الضوء على ملف الصحراء الغربية، شدد على أن المسألة الجوهرية تكمن في منح الشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره دون تلاعب أو مناورات سياسية، كما فند بولتون كل ما يروج له المغرب ولوبياته في أمريكا برسم جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية.

■بداية القصة: فرصة ضاعت بعد حرب الخليج

وأوضح بولتون، في مقابلة مع موقع Otralectura.com (ترجمتها صحيفة الجزائر الآن الإلكترونية)، أنّ لحظة طرد صدام حسين من الكويت سنة 1991 كانت فرصة مواتية لدفع قضايا عالقة مثل قضية الصحراء الغربية نحو الحل.

وقال إن المغرب حينها وافق على تنظيم استفتاء يستند إلى الإحصاء الإسباني لعام 1975، مشيرًا إلى أن عدد المؤهلين للتصويت لم يكن كبيرًا، وكان بالإمكان إنجاز العملية بسهولة .

وأضاف بولتون أن بعثة مينورسو أُنشئت خصيصًا لضمان وقف إطلاق النار وتنظيم الاستفتاء، إلا أن المغرب لم يتعاون لاحقًا، ما أدى إلى تعطيل المسار .

■ ضياع الملف في إدارة كلينتون

وأشار بولتون إلى أنه بعد مغادرة إدارة بوش الأب للبيت الأبيض سنة 1992، اختفى الزخم الأمريكي لدعم الاستفتاء مع قدوم إدارة كلينتون، قبل أن يحاول الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان إعادة إحياء الملف عبر تكليف جيمس بيكر بمهمة الوساطة أواخر التسعينيات .

وذكر بولتون أن جهود بيكر أسفرت عن ما عُرف لاحقًا بـ «اتفاقات هيوستن»، لكنها اصطدمت مجددًا برفض المغرب تطبيق أي خطوات عملية .

الاستفتاء هو مصدر السيادة

وشدد بولتون على أن السيادة ليست مسألة تُمنح من طرف القانون الدولي فقط، بل تنبع من الشعب نفسه، معتبرًا أن منح الصحراويين فرصة التصويت بحرية هو الأساس. وأضاف أن المغاربة أدركوا باكرًا أن السماح بالاستفتاء قد يأتي بنتيجة لا تخدمهم، لذلك تراجعوا عن التزامهم .

■الدعاية حول ربط البوليساريو بالإرهاب

وفي ردّه على محاولات بعض اللوبيات المغربية في أوروبا وأمريكا لتصوير جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية وربطها بإيران أو القاعدة، نفى بولتون بشدة وجود أي دلائل حقيقية على ذلك .

وقال: “لقد زرت مخيمات تندوف منذ ثلاثين عامًا ولم أرَ أي أثر للماركسيين أو الجهاديين أو الإيرانيين. هذه مجرد دعاية سياسية من الرباط وأنصارها، ولا يوجد أي دليل حقيقي”

■ التلاعب الديموغرافي: سياسة مستمرة

وأضاف بولتون أن المغرب عمد لعقود إلى نقل سكانه إلى الإقليم بهدف التأثير على نتائج الاستفتاء مستقبلاً، معتبرًا أن الإحصاء الإسباني يبقى المرجع الوحيد الموثوق لتحديد من يحق له التصويت .

وشدد على أن هذه الخطوة كانت جزءًا من خطة ممنهجة بدأت بالمسيرة الخضراء ولا تزال مستمرة لتكريس أمر واقع جديد .

■استغلال الموارد: شرعية مفقودة

وأشار بولتون إلى أن استغلال الموارد الطبيعية في الإقليم، مثل الفوسفات أو اتفاقيات الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي، يعدّ إجراءً فاقدًا للشرعية طالما لم يُحدد الوضع القانوني النهائي للإقليم. واعتبر أن مثل هذه الأنشطة تعرقل أي تنمية حقيقية للشعب الصحراوي .

■ مصالح إقليمية ولوبيات في أوروبا

وتطرق بولتون إلى البعد الإقليمي للصراع، مؤكدًا أن توتر العلاقات المغربية الجزائرية يغذي استمرار النزاع، وأن المغرب أنفق أموالًا طائلة للتأثير عبر لوبيات سياسية في أوروبا وأمريكا لدعم موقفه .

وأشار إلى حادثة الخريطة التي شاهدها داخل القصر الملكي المغربي سنة 1997، والتي كانت تضم أجزاء من الجزائر والصحراء الغربية وأجزاء من موريتانيا، ما اعتبره دليلًا على الطموح التوسعي الذي يصطدم بمبادئ القانون الدولي .

■ الموقف الأمريكي: غياب الفهم والدعم

وختم بولتون حديثه بالتأكيد على أن ملف الصحراء الغربية لا يحظى بفهم واسع داخل المؤسسات الأمريكية، باستثناء بعض الأسماء مثل السيناتور إنهوف الذين دافعوا بصدق عن حق الصحراويين في الاستفتاء .

وشدد على أن من يقف اليوم في طريق عودة آلاف الصحراويين إلى ديارهم هو فقط الحكومة المغربية، قائلًا: “المأساة الحقيقية هي أن أناسًا عاديين عالقون في مخيمات تندوف منذ عقود، والسبب واضح: الرباط ترفض إعطاءهم حقهم في تقرير مصيرهم”

الموقف الذي عبّر عنه بولتون لا يصدر من ناشط حقوقي أو سياسي يساري، بل من أحد صقور المحافظين الأميركيين، ما يعطيه وزنًا مضاعفًا في كسر الخطاب المغربي داخل الدوائر الغربية، ويفتح نافذة جديدة للنقاش حول الشرعية الدولية وحقوق الشعوب في مواجهة لوبيات النفوذ.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا