أحيت ريشة الفنان عبد الحميد صحراوي الجاحظية، وأعادت لها الحياةَ ألوانُه، عبر تلك اللواحات التي تُزيِّن مختلف جدران المقر، بعد موت سريري كاد يودي بالجمعية الوطنية الجاحظية إلى النهاية، التي لم يكن يرغب فيها، لا محبو “عمي الطاهر”، ولا المؤسسون الأوائل لها، و لا جميع أنصار الثقافة الأصيلة والحديثة.
الثنائي الفاعل، عبد الحميد صحراوي رئيس الجمعية، وفوزي عباسي أمينها العام ومنشطها الجسور، أعادا الراحل الطاهر وطار، في هذا السبت، ليُكرّم مَن كرّمه قبل عشرين عامل خلت، صاحب ألفية الجزائر الصحافي الشاعر، إبراهيم قارعلي، وقد شهد حفلَ التكريم ثُلة من أصدقاء الجمعية، وأحباء المُكرَّم، وبعض أستاذات الأدب ممن يعشقن الشعر في زمن وحدته.
الصحافي الشاعر إبراهيم قارعلي الذي شكر الجمعية، على تكريم ألفية الجزائر، وتكريمه هو مرتين، الأولى قبل عشرين عاما، في حياة صاحب الدار، و الثانية اليوم مع جيل يكون نفخ في أوصالها روح الحياة بعد طول سبات، حيا كل الذين جاؤوا ليشهدوا لحظة تكريمه، ويفرحوا معه بيوم فرحه. عاد إلى ذكرياته مع صاحب “المقام الزكي”، ليروي قصة تقديمه لأولى باكورات إنتاجه، وهو الذي كان- كما يقول- يطمع في سطر أو سطرين، فإذا به يرى ما يراه كثيرا، كيف لا وقد قال عنها إنها “مقالات تتشكل من فقرات، كل فقرة تتحول إلى مقالات، بل إلى قنابل وصواريخ” .
ويروى إبراهيم كيف كان “عمي الطاهر” يتصوّره من خلال كتاباته، قبل أن يعرفه أو يراه يقول: كنت أتساءل دائما عمّن يكون إبراهيم هذا قبل أن أعرفه، وكانت صورة له ارتسمت في خيالي عنه، تجسده في في سياسي متقاعد من مؤسسة ما، يثور غضبان على مَن أقعدوه أو قاعدوه، وأن يضرب الطاولة عشر مرات ليقول كلمتين، وأنه في أول الأمر وآخره، بيّاع إثارة على وزن بياع الهوى” ليكتشف صفات مازالت ملازمة للرجل، رغم متاعب التي لا يعلمها إلا الله، “أن الرجل شاب، هادئ جدا جدا، وقور جدا جدا، يعتريه خجل العلماء، وتواضع العارفين والحكماء.
@ بقلم: خليفة بن قارة