آخر الأخبار

أنيسة بومدين تحت الضغط الفرنسي: "لا دعم لمن يشكك في هوية الجزائر"

شارك
بواسطة محمد،قادري
:صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني والدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ تحولت تصريحات أنيسة بومدين، أرملة الرئيس الراحل هواري بومدين، إلى محور هجوم واسع في بعض الأوساط الإعلامية والثقافية بفرنسا، بعد أن أعلنت بشكل واضح رفضها الانسياق وراء الدعوات الموجهة للإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال، المسجون في الجزائر منذ نوفمبر 2024 بتهم تمس مباشرة بالوحدة الوطنية وثوابت الدولة.

مصدر الصورة

وكانت لأرملت الرئيس الراحل هواري بومدين، المعروفة بكونها من أبرز الشخصيات التي تملك رمزية تاريخية لدى الجزائريين، تصريحات حديثة قطعت فيها الشك باليقين برد مقتضب صارم قالت فيه: «لا، على الإطلاق»، عندما سُئلت إن كانت تؤيد الإفراج عن صنصال، مضيفة أن الرجل «لا يحب الجزائر» ولا يكن لها سوى الإساءات العلنية.

واستحضرت بومدين مثالاً معبّراً لشرح موقفها، إذ شبّهت ما قاله صنصال عن بعض المدن الجزائرية بمشهد افتراضي تخيلت فيه سكان نيس أو كورسيكا وهم يعلنون تفضيل الانتماء لدولة أخرى على بلدهم الأم، في إشارة واضحة إلى أن تصريحات صنصال لا يمكن التعامل معها كوجهة نظر عادية، بل كتشكيك في هوية وطن بأكمله.

■ توقيت حساس وقراءات مزدوجة

وجاءت هذه المواقف في توقيت حساس، إذ تسبق بأيام قليلة جلسة الاستئناف التي ينظر فيها القضاء الجزائري قضية صنصال، ما أعطى لتصريحات أرملة بومدين بُعدًا سياسيًا إضافيًا، خاصة وأنها تعكس رأيًا من داخل النخبة الوطنية التي ترى أن المساس بالسيادة والذاكرة خط أحمر لا مساومة فيه، بصرف النظر عن موقع الإقامة أو الخلفية الأكاديمية.

■ ردود غاضبة من كتاب وصحف فرنسية

في الجهة المقابلة، لم تتأخر بعض الأوساط الثقافية والإعلامية الفرنسية في مهاجمة بومدين، حيث هاجمها الكاتب كمال داود المقيم في فرنسا عبر منصة «إكس»، متسائلًا بسخرية عن موقفها قائلاً إنها تتمتع بحرية كاملة في باريس لكنها ترفضها لصنصال. كما انبرت صحف فرنسية معروفة، مثل لو جورنال دو ديمانش وفالور أكتيال، لتصوير موقف أنيسة بومدين على أنه امتداد لموقف الدولة الجزائرية، معتبرةً أن ما أدلت به “يصبّ في صالح استمرار احتجاز الكاتب”

■ قضية تجاوزت حدود الأدب

وتجدر الإشارة إلى أن بوعلام صنصال يواجه أمام العدالة الجزائرية تهمًا ثقيلة تتعلق بنشر أخبار كاذبة، والتحريض على المساس بالوحدة الوطنية والإضرار بالأمن الوطني، على خلفية تصريحات جدلية تحدث فيها عن الحدود الجزائرية المغربية وتاريخ بعض المدن الجزائرية، وهي مواقف رآها مراقبون تماهت مع خطاب تيارات فرنسية معادية لاستقلالية القرار الجزائري.

وكان صنصال قد اعتُقل فور عودته من باريس أواخر 2024، بعد سنوات طويلة من الترويج لروايات أثارت استفزاز الرأي العام المحلي واعتُبرت على نطاق واسع خادمة لسرديات تتعمد الانتقاص من ذاكرة الثورة الجزائرية وهويتها الجامعة.

■ الجزائر: السيادة القضائية أولًا

وبينما تحاول بعض الأوساط في باريس توظيف هذه القضية للضغط على الجزائر باسم حرية التعبير، تصرّ كثير من الأصوات في الداخل الجزائري على أن القضية شأن داخلي بامتياز يُفصل فيه عبر مؤسسات الدولة وقضائها المستقل، دون أي مساومة أو إذعان لمزايدات تستهدف ضرب الثوابت الوطنية تحت غطاء الحريات.

وفي انتظار ما ستسفر عنه جلسة الاستئناف، يبقى الموقف الذي عبّرت عنه أرملة بومدين تجسيدًا لموقف شريحة واسعة من الجزائريين الذين يعتبرون أن الكلمة الحرة يجب ألا تتحول إلى غطاء للإساءة لوحدة الوطن وتشويه تاريخه.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا