آخر الأخبار

الجزائر ترسّخ حضورها كقوة طاقوية في المتوسط وإفريقيا

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ تسعى الجزائر، عبر خطط مدروسة وتحركات عملية، إلى تأكيد موقعها كفاعل محوري في سوق الطاقة الإقليمي والدولي، مستفيدة من إمكانياتها الضخمة في مجالات النفط والغاز والطاقات المتجددة، فضلاً عن شبكة واسعة من الشراكات مع أكبر القوى الاقتصادية العالمية.

وفي حديثه لبرنامج ” ضيف الصباح ” للقناة الإذاعية الأولى، أوضح مدير التعاون الدولي بوزارة الطاقة والمناجم، سفيان أوفة، أن الجزائر عازمة على مواصلة تعزيز دورها كمورد موثوق للطاقة، معتمدًة على احتياطياتها الكبيرة وشبكة تعاون تمتد من القارة الأمريكية إلى أوروبا وآسيا.

مصدر الصورة

■ موارد واعدة ومساحات بكر

وتستند هذه الرؤية إلى ما تمتلكه البلاد من ثروات باطنية، إذ أشار أوفة إلى أن الجزائر تحتفظ بثالث أكبر احتياطي عالمي للغاز الصخري، في حين ما زال نصف المساحة الوطنية بحاجة إلى مزيد من أعمال البحث والتنقيب، ما يفتح آفاقًا رحبة أمام المستثمرين الدوليين.

كما استفادت البلاد من الأطر القانونية الجاذبة للاستثمار، إذ ساهمت التعديلات الأخيرة على قانوني الاستثمار والمحروقات في تهيئة مناخ أكثر مرونة للشركات الكبرى.

■ طموح إفريقي بدعم الخبرة

ولا يقتصر الطموح الجزائري على الأسواق التقليدية فقط، إذ تسعى الجزائر إلى توسيع بصمتها في القارة الإفريقية من خلال تقديم خبرتها الفنية والتقنية لدول تحتاج إلى تطوير بنيتها الطاقوية، مستفيدة من حضور شركتي سوناطراك وسونلغاز في دول الجوار ودول الساحل.

وقد برزت هذه الرؤية خلال القمة الإفريقية-الأمريكية للطاقة الأخيرة بأنغولا، حيث عرض الوفد الجزائري تصوره للاستفادة الجماعية من الموارد وتبادل الخبرات لتحقيق أمن طاقوي قاري أكثر تماسكًا.

■ الانتقال إلى الطاقة النظيفة

من جهة أخرى، تواصل الجزائر خطواتها في الانتقال نحو الطاقات المتجددة، إذ قطعت شوطًا كبيرًا في مشروعها لإنتاج 15 ألف ميغاواط من مصادر متجددة، مع توقع استكمال نحو خُمس هذه القدرة في غضون سنتين، وهو ما سيعزز مكانتها كمورد مسؤول للطاقة النظيفة.

■ شراكة أمريكية تتوسع

وعن التعاون مع الولايات المتحدة، أوضح أوفة أن العلاقة بين البلدين في المجال الطاقوي ليست وليدة اليوم، إذ أبرم مجمع سونلغاز اتفاقًا جديدًا مع شركة جنرال إلكتريك لصناعة التوربينات والمحولات بولاية باتنة، في خطوة جعلت الجزائر تنتج 80% من حاجتها من المحولات محليًا.

كما تجري مباحثات متقدمة مع عملاقَي النفط “شيفرون” و”إكسون موبيل” لدفع التعاون نحو مشاريع استكشاف وإنتاج أوسع، بالتوازي مع حراك مماثل مع شركاء أوروبيين وآسيويين من ضمنهم الصين.

■ مقر إفريقي ودور محوري

وفي خطوة تعزز هذا التوجه، أصبحت الجزائر تحتضن المقر الدائم للجنة الإفريقية للطاقة، وهو ما يعكس اعتراف الاتحاد الإفريقي بثقل الجزائر وقدرتها على قيادة مشاريع طاقوية تضمن مصالح القارة.

■ استقرار الأسعار وتوطين التكنولوجيا

أما عن الأسعار العالمية، فأوضح أوفة أن الجزائر ترى في المستويات الحالية للأسعار وضعًا مقبولًا بالنظر إلى الأزمات الجيوسياسية، وتعمل من خلال “أوبك” وحلفائها على الموازنة بين مصالح المنتجين والمستهلكين.

وفي مواجهة التقلبات المحتملة، تراهن الجزائر على اكتساب التكنولوجيا الحديثة ونقل الخبرة، إذ تتضمن اتفاقياتها مع الشركات العالمية بنودًا واضحة لتدريب الكفاءات المحلية وتمكينها من أحدث أساليب الإنتاج والتسيير.

وبين تنويع الشركاء وتوسيع المشاريع وتبادل الخبرات، تمضي الجزائر بثبات نحو تثبيت مكانتها كأحد أقطاب الطاقة الجديرين بالثقة إقليميًا ودوليًا.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا