الجزائرالٱن _ أظهرت بيانات جديدة نشرها مكتب الإحصاء الأوروبي “يوروستات” أن الجزائر تواصل تكريس موقعها كأحد أبرز المصدّرين للغاز الطبيعي إلى القارة الأوروبية، إذ حلّت في المرتبة الثانية بعد النرويج ضمن قائمة المورّدين عبر خطوط الأنابيب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية.

مصدر الصورة

وبحسب الإحصائيات، ساهم الغاز الجزائري بنسبة قاربت 19.4% من إجمالي احتياجات الاتحاد الأوروبي المنقولة عبر الأنابيب، متقدمة بذلك على عدة موردين تقليديين، بينما حافظت النرويج على صدارة القائمة بحصة بلغت 52.6%.

■ ارتفاع عائدات التصدير

وأشارت البيانات إلى أن القيمة الإجمالية لصادرات الغاز الجزائري سجّلت نمواً معتبراً بلغ حوالي 19% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وهو ما يعكس الطلب المتزايد على الغاز الجزائري الموثوق وسط التقلبات التي يعرفها سوق الطاقة العالمي.

ويُعد الاتحاد الأوروبي الزبون الأبرز للغاز الجزائري الذي يُضخّ أساسًا عبر خطي أنابيب رئيسيين: الأول هو “ترانسميد” الذي يربط الجزائر بإيطاليا بطاقة تصديرية تصل إلى 32.5 مليار متر مكعب سنويًا، والثاني هو “ميدغاز” الممتد نحو إسبانيا بقدرة تتجاوز 8 مليارات متر مكعب.

■ الغاز الأمريكي المسال يهيمن

في المقابل، أوضح تقرير “يوروستات” أن الغاز الطبيعي المسال القادم من الولايات المتحدة الأميركية استحوذ على الحصة الأكبر من واردات أوروبا، إذ مثّل قرابة 50.7% من إجمالي قيمة الواردات خلال الربع الأول من هذا العام، متفوقًا بفارق واضح على روسيا التي بلغت حصتها 17%، وقطر بنسبة 10.8%.

ويرى محلّلون أن الاضطرابات الجيوسياسية، وفي مقدمتها الحرب الأوكرانية الروسية، غيّرت خريطة الإمدادات الغازية للقارة العجوز، ما أدى إلى مضاعفة الاعتماد الأوروبي على الغاز الأمريكي المسال، حيث قفزت الكميات المستوردة من الولايات المتحدة إلى نحو 120 مليار متر مكعب في 2023، بزيادة تقارب ثلاثة أضعاف مقارنة بما كان عليه الوضع في 2021.

ورغم هذا التحول، يبقى الغاز الجزائري عبر خطوط الأنابيب ركيزة أساسية لأمن الطاقة الأوروبي، بفضل استقراره الجغرافي واتفاقيات الشراكة الممتدة التي تجمع الجزائر بدول الاتحاد الأوروبي.