الصين تطلق طائرة تجسس بدون طيار بحجم بعوضة!

أعلنت الصين عن تطوير طائرة بدون طيار متناهية الصغر بحجم بعوضة قادرة على تنفيذ مهام عسكرية معقدة بكل سرية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة لو باريزيان الفرنسية.

وصممت الطائرة الجديدة داخل مختبر الروبوتات التابع لجامعة الدفاع الوطنية للتكنولوجيا وسط الصين، وجرى عرضها لأول مرة عبر تقرير بثته القناة العسكرية الصينية الرسمية CCTV 7.

وقد صممت هذه الطائرة بحيث يصعب كشفها بالعين المجردة، فهي مزودة بثلاث أرجل دقيقة لا يتجاوز سمكها شعرة إنسان، إضافة إلى جناحين صغيرين يمكنانهما من الطيران بطريقة تحاكي حركة الحشرات الطبيعية.

وأكد المتخصصون أن هذه الطائرة قادرة على أداء مهام الاستطلاع والمراقبة التي تنفذها الطائرات دون طيار التقليدية، لكنها تتمتع بميزة تفوقية تتمثل في صعوبة رصدها، ما يجعلها مثالية لاختراق المناطق المحصنة وجمع المعلومات الحساسة دون إثارة الانتباه.

وفي هذا السياق، صرح الباحث سام بريسنيك من مركز الأمن والتقنيات الناشئة بجامعة جورجتاون لصحيفة ذا تلغراف البريطانية بأن امتلاك الصين القدرة على تصنيع طائرات تجسس بهذا الحجم قد يفتح الباب لاستخدامها في مهام استخباراتية دقيقة، خصوصا في الأماكن التي يصعب على الطائرات الكبيرة الوصول إليها.

رغم هذا التقدم اللافت، تواجه الطائرة تحديات تقنية جدية، أبرزها محدودية سعة البطارية، حيث أوضح الخبير الدفاعي تيموثي هيث من مؤسسة راند الأمريكية أن الطائرة تحتاج لإعادة شحن مستمرة بسبب صغر حجم بطارياتها.

وقال هيث في تصريح لذات الصحيفة إن هذا العيب قد يقلص من فاعليتها في ساحات القتال الواسعة التي تتطلب بقاء أجهزة المراقبة في الخدمة لفترات طويلة.

وأضاف هيث أن استخدام هذه الطائرات بكثافة يتطلب جهدا لوجستيا هائلا يتمثل في تشغيل أسراب منها وإعادة شحنها ونشرها مجددا إضافة إلى تحليل الكم الهائل من البيانات التي تجمعها بشكل متواصل وعلى مقربة من الأهداف المستهدفة.

ويأتي تطوير هذه الطائرة في إطار سباق عالمي محتدم نحو ابتكار وسائل تجسس فائقة التطور تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الميكرو روبوت.

ويرى خبراء أن هذه الموجة التكنولوجية ستغير موازين الصراعات مستقبلا وتجعل حروب المعلومات أكثر تعقيدا وخطورة.

@ آلاء عمري