الجزائرالٱن _ اتهم السفير الجزائري الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، قوات الاحتلال الصهيوني بتنفيذ خطة ممنهجة لإبادة المدنيين الفلسطينيين، عبر استهدافهم قرب مراكز توزيع المساعدات التي تحولت إلى ما وصفه بـ”مصائد الموت”
■ جلسة طارئة بطلب جزائري
وخلال كلمته في الجلسة الطارئة التي دعت إليها الجزائر لبحث التدهور الخطير للوضع الإنساني في قطاع غزة، كشف بن جامع أن شهر جوان الجاري وحده شهد سقوط مئات الشهداء الفلسطينيين بالقرب من مراكز تابعة لما يسمى «مؤسسة غزة الإنسانية»، وهي ذراع إنساني مزعوم للاحتلال يستغل لتضليل المجتمع الدولي.
وأبرز أن هذا القتل ليس عرضيًا أو «أضرارًا جانبية» كما يروج له الاحتلال، بل نتاج أوامر مباشرة وممارسات موثقة، مستشهدًا بمقاطع فيديو وشهادات ميدانية تثبت إطلاق الجنود النار عمدًا على المدنيين الجوعى الباحثين عن الغذاء.
■ أرقام دامية وتواطؤ مفضوح
وبحلول 25 جوان، تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين في هذه النقاط 549 شهيدًا، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 4 آلاف جريح، في وقت يستمر فيه القصف العشوائي على الأحياء السكنية.
وأشار السفير الجزائري إلى أن وسائل إعلام عبرية بدأت مؤخرًا في كشف المستور، بعد تسريب أوامر عسكرية صريحة تطلب من الجنود استهداف المدنيين عند مراكز المساعدات. ومع ذلك، يواصل الاحتلال التذرع بـ«تحقيقات داخلية» كوسيلة للهروب من المحاسبة، وهي الذريعة نفسها التي استُعملت لتبرير مقتل 15 مسعفًا من طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في 25 مارس، وهي جريمة لم يُقرّ بها الاحتلال إلا بعد أن فضحتها التسجيلات المصورة.
■ المساعدات كسلاح للتطهير العرقي
وشدد بن جامع على أن الكيان الصهيوني حول الحصار والتحكم في المعابر إلى أداة لإجبار الفلسطينيين على النزوح وترك أراضيهم، معتبرًا أن منع دخول الإغاثة صار جزءًا من مشروع التطهير العرقي.
واستدلّ بتصريح الأمين العام للأمم المتحدة الذي أكد أن «السعي وراء لقمة العيش لا يمكن أن يكون حكمًا بالإعدام»، في إشارة إلى المجازر التي ارتُكبت بحق المدنيين المحتاجين للمساعدات.
■ قطرة في بحر الحصار
وفيما تحدثت بعض الأطراف عن فتح جزئي للمعابر، أوضح المندوب الجزائري أن ما يُسمح بدخوله لا يشكّل سوى قطرة في محيط من الجوع والحرمان، داعيًا إلى إنهاء الحصار فورًا وضمان تدفق الإغاثة دون عراقيل، وفق أحكام القانون الإنساني الدولي.
وختم بن جامع مداخلته بدعوة صريحة لمجلس الأمن لتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين الفلسطينيين، مطالبًا بوقف سياسة الإفلات من العقاب، وفتح تحقيقات دولية مستقلة في الجرائم المرتكبة داخل قطاع غزة.
■ قصف لا يتوقف
وفي سياق ميداني متصل، ارتفع عدد الشهداء جراء القصف الصهيوني المتواصل منذ فجر الجمعة إلى 79 شهيدًا، إلى جانب عشرات الجرحى، بينهم أطفال ونساء، بعد استهداف البيوت ومراكز الإيواء والخيام في مختلف أنحاء غزة.