آخر الأخبار

صحيفة "المجاهد" الجزائرية: من نشرة ثورية إلى ذاكرة وطنية لا تموت

شارك
بواسطة رفيق شلغوم
مصدر الصورة
الكاتب: رفيق شلغوم

الجزائر الآن _ احتفلت يومية المجاهد، أمس الخميس، بذكرى تأسيسها الستين، وسط حضور رسمي وإعلامي مميز، وبرعاية من وزير الاتصال الدكتور محمدمزيان، وبمشاركة وزير المجاهدين السيد العيد ربيقة، وعدد من ممثلي مؤسسات الدولة و مديري المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة، إلى جانب الطاقم الحالي للصحيفة وعدد من مديريها و إطاراتها وعمالها المتقاعدين الذين تم تكريمهم بالمناسبة.

لكن، وجب التذكير أن المجاهد اليومية ما هي إلا امتداد طبيعي وشرعي لل مجاهد الأسبوعية، التي ظهرت لأول مرة في جوان 1956 على شكل نشرة خاصة سرّية في الجزائر العاصمة، قبل أن تتحوّل في جوان 1957 إلى جريدة رسمية ناطقة باسم جبهة وجيش التحرير الوطني، لتصبح اللسان الإعلامي المركزي للثورة الجزائرية.

مصدر الصورة

كانت المجاهد حينها صوت الثورة، ورفيقة المجاهدين، وسلاحًا معنويًا لا يقل أهمية عن البندقية. وكتب فيها مناضلون كبار أمثال الشهيدين العربي بن مهيدي وعبان رمضان.

ما لفت انتباهي في هذا الحفل – الذي تشرفت بحضوره – هو روح الوفاء التي جسّدها ابراهيم تخروبت المدير العام الحالي للجريدة، حين بادر بتكريم كل من سبقوه في المسؤولية، من الأحياء والأموات، في لفتة تعكس أخلاق المؤسسة الجزائرية الأصيلة، بتقاليدها العريقة قبل محتواها التحريري.

في الجزائر، مشكلتنا أن كثيرًا ممن يصلون إلى المسؤولية يبدأون بالهدم بدل البناء، وكأن من سبقهم عالة على التاريخ.

مصدر الصورة

ولهذا، قلما حافظنا على مؤسساتنا العريقة.

نبدأ من الصفر كل مرة، وكأننا لا نثق إلا في “الولادة من الرماد”.

مصدر الصورة

حين نرى اليوم كيف أن صحيفة نيويورك تايمز – التي تأسست عام 1851 – تتصدر المشهد الإعلامي في العالم، بل إن منصتها الرقمية أصبحت تتفوق على كبرى القنوات من حيث عدد القراء، ندرك حجم الحاجة إلى دعم مؤسساتنا التاريخية مثل المجاهد ..

فبقاؤها ليس ترفًا، بل حفاظ على الذاكرة الوطنية، وعلى مدرسة إعلامية يجب أن تتعرف عليها الأجيال القادمة، سواء كانت من الإعلاميين أو من غيرهم.

مصدر الصورة

كل عام وصحيفة المجاهد بخير.

ودامت منبرًا يذكّرنا بأن الكلمة الحرة، حين تُكتب بالدم، لا تموت.

كما قال الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل :
“الصحافة ليست مجرد مهنة، بل هي ذاكرة وطن. وإذا فقدت الأمة ذاكرتها، فقدت اتجاهها.”

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا