ترأس الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، الخميس، بالمدرسة الحربية العليا، مراسم حفل تخرج الدفعات لدورة الدراسات العليا الحربية.
وأوضح بيان وزارة الدفاع الوطني، أنه “في البداية وبعد مراسم الاستقبال من قبل اللواء علي سيدان، قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء حميد فكان، مدير المدرسة، وقف الفريق أول، وقفة ترحم على روح الرئيس الراحل (علي كافي) الذي تحمل المدرسة اسمه، أين وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار”.
بعدها، التقى الفريق أول السعيد شنقريحة بالإطارات والضباط الدارسين، حيث ألقى كلمة توجيهية، أشاد فيها بـ”الأشواط المعتبرة التي قطعها الجيش الوطني الشعبي في مجال التكوين العسكري عالي المستوى”.
وقال في هذا الصدد: “يطيب لي، بداية، أن أعبر لكم عن سعادتي، بتواجدي في رحاب المدرسة العليا الحربية، (الرئيس الراحل علي كافي)، للإشراف على مراسم حفل تخرج الدفعات، التي تحمل هذه السنة اسم الشهيد البطل علي ملاح، وذلك انطلاقا من الرعاية التي نمنحها لقطاع التكوين، عموما، ولهذه المدرسة العليا، على وجه الخصوص”.
وأضاف قائلا: “كما أننا نعتمد كثيرا على هذه المدرسة المرموقة، التي تمثل أعلى هرم المنظومة التكوينية العسكرية، في مرافقة مسار تطوير وعصرنة كافة مكونات جيشنا العتيد، الذي قطع في السنوات القليلة الماضية أشواطا معتبرة، قلت، مرافقة هذا المسار من خلال تكوين عنصر بشري مؤهل تأهيلا عاليا، يضمن الأداء الأكمل والأنجع للمهام الدستورية العظيمة الموكلة للجيش الوطني الشعبي السليل الوفي لجيش التحرير الوطني”.
وأكد الفريق أول السعيد شنقريحة “سعي الجيش الوطني الشعبي الدائم لتطوير أداء المدرسة العليا الحربية، حتى تضطلع بدورها التكويني والبحثي على أكمل وجه، وتسهم في تخريج قادة واعين بالتحديات الواجب رفعها لضمان الصلابة الأمنية لبلادنا”، معتبرا أن “بلوغ هذه الغاية الملحة والطموحة بل والمشروعة، تستوجب بالضرورة مواصلة المدرسة العليا الحربية جهودها الحثيثة، قصد تنمية وتطوير مسارها التكويني والبحثي، سنة بعد أخرى، بما يكفل إعداد نخبة عسكرية رفيعة المستوى وعالية التكوين”.
وتابع في السياق ذاته “هذه النخبة التي يتعين عليها أن تتصف بحيوية تفاعلها مع محيطها المعرفي والبحثي، وبغزارة علمها ونفاذ بصيرتها وسداد رؤيتها، بحيث تكون لها القدرة على استشراف تعقيدات ما يلوح به المستقبل المنظور وحتى البعيد من رهانات، والقدرة أيضا على استقراء مجمل مؤشرات الأحداث والمستجدات بكافة ثوابتها ومتغيراتها، بما يتيح قراءة صحيحة وسليمة، من حيث الخلفيات والأبعاد، ويقظة ووعي من حيث الأهداف والنوايا، حتى نبقى دوما رفقة عمقنا الشعبي، صمام أمن الجزائر وأمانها”.
وخلص إلى القول: “تلكم هي النظرة الاستراتيجية التي نريد حيازة ناصيتها في الجيش الوطني الشعبي، ونطمح بفضلها، إلى إنتاج تصورات عملية تتسم بالاستباقية وتمكن جيشنا من المبادرة في ظل عقيدتنا الدفاعية، وبما يسمح بالرفع من صلابتنا الأمنية بأبعادها المختلفة”.