رؤية استراتيجية متكاملة لتحقيق الأمن الغذائي بالجزائر

من المتوقع أن تسجل الحصيلة الفلاحية لحملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي 2024-2025، التي انطلقت في كل ربوع ولايات الوطن وتجري في ظروف جيدة، نتائج مشجعة بحسب الرؤية والتقييم الأولي الذي أجرته فرق العمل التابعة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية،

وتجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية الهادف إلى تعزيز القدرات التخزينية في قطاع الحبوب وتحقيق الأمن الغذائي، أشرفت السلطات المحلية عبر بعض ولايات الوطن على افتتاح مراكز جوارية وصوامع لتخزين الحبوب، كما قامت بجولات تفقدية لمتابعة تقدم العمل في مراكز أخرى، مع إسداء تعليمات صارمة بتسريع وتيرة الإنجاز لضمان تسليم هذه المشاريع في أقرب وقت ممكن.

جدير بالذكر، أن تدشين هذه المراكز يتزامن مع انطلاق حملة الحصاد والدرس 2025، بهدف دعم قدرات التخزين، مما سيسهم في تقليص آجال استلام المحاصيل من خلال تقريب أماكن التخزين من الفلاحين.

في السياق، ترأس وزير القطاع ، يوسف شرفة، اجتماع عمل مع الإطارات التي قامت بخرجات ميدانية خلال الأسبوع المنصرم لتقييم عملية الحصاد والدرس، تطبيقا للتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير.

وتم خلال هذا الاجتماع الاستماع إلى تقارير فرق العمل التي زارت ولايات الإنتاج للاطلاع على ظروف سير حملة الحصاد والدرس لموسم 2024-2025، تقييم النتائج المحصل عليها من حيث الإنتاج والمردودية في الهكتار، وكذا الوقوف على عملية جمع المحاصيل.

وبحسب التقييم الأولي الذي أجرته فرق العمل، فإن عملية الحصاد والدرس قد انطلقت في كل ربوع الوطن وتجري في ظروف جيدة، مع تسجيل نتائج مشجعة، وستواصل الفرق عملها الميداني إلى غاية الانتهاء من عملية الحصاد.

وعلى هامش انطلاق حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي 2024-2025، قام والي ولاية تلمسان، بعقد جلسة عمل تنسيقية وتقييمية حول عملية الحصاد والدرس للموسم الفلاحي 2024-2025، وذلك بمعية الأمينة العامة للولاية وبحضور كل من مديرة الفلاحة، رئيس الغرفة الفلاحية ورؤساء الأقسام الفرعية للفلاحة، حيث افتتحت الجلسة بتقديم حوصلة حول عملية الحرث والبذر للموسم الفلاحي 2024-2025، لتتبع بمناقشة وضعية حملة الحصاد والدرس لهذا الموسم، من (المساحات المبرمجة للحصاد، المساحات غير المسقية، التوقعات، المنتوج والمردودية)، لتختتم الجلسة بإسداء تعليمات من طرف الوالي تقضي بضرورة إيداع المحاصيل لدى تعاونية الحبوب والبقول الجافة.

من جهته، أكد والي سطيف خلال إعطائه إشارة انطلاق حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي 2025/2024 وهذا من المزرعة الفلاحية الخاصة بودوخة النذير ببلدية حمام السخنة، أن الدولة تسهر على المرافقة الدائمة للفلاحين وتقديم كافة التسهيلات لهم لاسيما في شعبة الحبوب بكافة أنواعها من خلال وضع إجراءات استباقية ومضبوطة لتأمين، تخزين ونقل المحاصيل الزراعية والتي تعد أولوية السلطات العليا في البلاد لتحقيق الأمن الغذائي وتقليص فاتورة الواردات من هذه المادة الاستراتيجية، حيث تم وضع كل الترتيبات لإنجاح حملة الحصاد.

كما أشار إلى المجهودات المبذولة على المستوى المحلي لتحقيق الإقلاع في القطاع الفلاحي من خلال توفير الإمكانات اللازمة للفلاح على غرار البذور، رخص حفر الآبار العميقة، الربط بالكهرباء الريفية والمعدات الفلاحية، وهي العوامل التي من شأنها الرفع من المردودية وتحقيق التحدي المسطر لتحقيق الاكتفاء الذاتي، كما دعا الوالي إلى مواصلة الحملات التحسيسية لفائدة الفلاحين لتأمين محاصيلهم من خطر الحرائق والتحلي باليقظة، وإلزامهم بتخزين الحبوب في التعاونيات الفلاحية والمخازن الجوارية للتخزين.

وفي إطار حرص السلطات الولائية على المتابعة الدقيقة والدائمة لمختلف الملفات الحيوية ذات الصلة بالقطاع الفلاحي، وسعياً لتعزيز الجهود الرامية إلى دعم الإنتاج الوطني من خلال برنامج تطوير مختلف الزراعات الاستراتيجية الرامية إلى بلوغ الاكتفاء الذاتي ومنها ضمان الأمن الغذائي، عقدت والي قالمة اجتماعا تنسيقيا خصصت لمتابعة وتقييم تقدم حملتي الحصاد والدرس وكذا السلجم الزيتي على مستوى الولاية للموسم الفلاحي 2024-2025.

ونوهت والي الولاية بمخرجات المجلس الوزاري المنعقد مؤخرا والقاضية بضرورة تحلي كامل الفاعلين بأعلى درجات اليقظة لإبراز كامل المجهودات في متابعة عملية الحصاد وهذا من أجل تحقيق نتائج مشرفة وضمان موسم ناجح.

وفي السياق ذاته، شددت الوالي على أهمية تكثيف جهود كل الفاعلين من أجل تحسيس الفلاحين بضرورة تسليم كامل محاصيلهم إلى تعاونيات الحبوب والبقول الجافة في الآجال المحددة، وهذا من شأنه الإسهام في تكوين مخزون استراتيجي من هذه المادة الحيوية.

وفي الإطار ذاته أكدت على وجوب السهر على اتخاذ كافة التدابير للوقاية من خطر اندلاع حرائق المحاصيل الزراعية، من خلال القيام بأعمال صيانة دورية للعتاد الفلاحي، وتوعية الفلاحين بضرورة إنجاز خطوط النار بالقرب من أعمدة الكهرباء، حفاظاً على سلامة الأرواح ومحاصيلهم وضماناً لسيرورة الحملة في ظروف آمنة.