الجزائر الآن _ لم يكن مفاجئًا أن تكشف إيران عن تفاصيل خطيرة بشأن العناصر التي نفّذت ضربات دقيقة استهدفت قادة عسكريين وعلماء في المجال النووي داخل أراضيها.
جواز السفر المغربي: من وثيقة وطنية إلى غطاء لعمليات اغتيال
لكن المفاجأة الصادمة كانت في جنسية الجوازات التي دخلت بها عناصر الموساد إلى إيران من أجل تنفيذ هذا الاختراق: جوازات سفر مغربية ودولة أخرى ، وهو ما يعني بوضوح أن جهاز الموساد بات يتمتّع بدعم رسمي من نظام المملكة المغربية لتمرير عناصره وتنفيذ عملياته التخريبية .
من التطبيع إلى التواطؤ: هل تحوّلت الرباط إلى أداة في يد الموساد؟
ما كشفته طهران لا يمكن التعامل معه كمجرد “معلومة استخباراتية” بحسب المراقبين ،بل كدليل قاطع على تحوّل بعض الأنظمة إلى أدوات في يد المشروع الصهيوني.
استخدام جوازات سفر مغربية في عمليات اغتيال داخل دولة ذات سيادة ليس تفصيلًا بسيطًا، بل فعلٌ يدخل في خانة التآمر العلني، ويدق ناقوس الخطر بشأن مدى تورط النظام المغربي في خدمة أجندة الاحتلال الصهيوني، ليس فقط سياسيًا أو دبلوماسيًا، بل أمنيًا واستخباراتيًا .
_ الاتفاقات الأمنية بين المغرب وتل أبيب… البعد الخفي في التحالف
منذ إبرام اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني أواخر 2020، كان واضحًا أن الرباط لم تدخل هذا المسار فقط من باب الحسابات الاقتصادية أو الضغط الأمريكي، بل كانت تتحرك بدافع عقائدي وأمني لتوطيد علاقتها بالاسرائيليين .
فقد فتح المغرب أبوابه للخبراء الصهاينة، ووقع اتفاقات تعاون عسكري واستخباراتي، واستقبل قادة أمنيين من تل أبيب، وها هو اليوم يتحوّل إلى غطاء عملي لعمليات تصفية واغتيال تنفذها تل أبيب في دول أخرى .
المسألة لم تعد متعلقة فقط بموقف سياسي مشين تجاه القضية الفلسطينية، بل بوجود دور ميداني يُمارَس من طرف الدولة المغربية لصالح أجهزة الاحتلال.
السكوت العربي: هل تكتفي العواصم بالمراقبة؟
وعندما يتحوّل جواز السفر المغربي إلى أداة بيد الموساد، فهذه ليست “سياسة واقعية” كما يروّج المطبعون، بل خيانة مكتملة الأركان، تنتهك كل الأعراف والمواثيق، وتضرب في عمق التضامن العربي والإسلامي .
لا يمكن بأي منطق تبرير هذا التورط الفاضح. ماذا ستقول الرباط لشعوب المنطقة؟ هل ما زالت تصرّ على بيع خطاب “السلام” و”الحكمة الدبلوماسية” بينما تقدم خدمات أمنية مباشرة لجهاز اغتيال؟ وهل يدرك الشعب المغربي أن نظامه السياسي يضع جواز سفره الوطني في خدمة قتلة علماء المسلمين ومقاوميها؟ هذه ليست مجرد عمالة، بل انخراط رسمي في التحالف الصهيوني، بواجهة مغربية، ضد أمن دول عربية وإسلامية .
ما يحدث اليوم هو اختبار حقيقي لبقية العواصم العربية: هل ستصمت على هذا الانكشاف المهين؟ وهل يمكن لبلد يسمح للموساد باستخدام وثائقه الرسمية أن يُعامَل كحليف أو شريك؟ لقد تجاوز النظام المغربي كل الخطوط، وأثبت أنه لا يرى في المشروع الصهيوني عدوًا، بل حليفًا استراتيجيًا يستحق التسهيلات والتنسيق والترويج .
الإعلام والنخب أمام اختبار الموقف: الصمت تواطؤ
في لحظة كهذه، من واجب الإعلام الحر والنخب الواعية بحسب المراقبين أن ترفع الصوت عاليًا: ما حدث خيانة، ولا غطاء لها. والسكوت عنها تواطؤ ضمني. فالتطبيع كان الخطوة الأولى، وها نحن نرى الخطوة التالية: تحويل المغرب إلى قاعدة متقدمة للموساد.