مقال تحليلي _
الجزائر الآن _ حظي تصريح وزير الاتصال، الدكتور محمد مزيان، عبر بعض الفضاءات والمنشورات، فيما يتعلق برده على سؤال شفوي في جلسة علنية بمجلس الأمة بحر الأسبوع الماضي، بجدل واسع، حيث تطرّق الوزير إلى أهمية الدفاع عن الموروث الثقافي الجزائري من محاولات السطو والتحريف والتزييف التي تطاله منذ سنوات، وهي ظاهرة غير جديدة، في محاولات متكررة لطمس الهوية الثقافية وسرقة التراث الجزائري.
وزير الاتصال، وفي ردّه على سؤال شفوي بمجلس الأمة، أكد أن الإعلام الجزائري هو الجبهة الأمامية في الحفاظ على موروثنا الثقافي والهويّاتي، باعتباره شريكًا أساسيًا لكل المؤسسات الوطنية في حماية هذا الموروث الحضاري والثقافي، والذي يشكّل لا محالة جزءًا من السيادة والهوية الوطنية.
إن تراثنا الجزائري لا يقتصر على الكسكس وباقي الأكلات الشعبية، وإنما يمتدّ إلى جملة الروافد الفكرية والأدبية بمختلف أشكالها، وباقي الفنون الأخرى، والأهم هنا هو ربط تصريح وزير الاتصال، محمد مزيان، بالحرب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، ومحاولة إخراج هذا التصريح من سياقه الزمني من طرف بعض الجهلة والمتاجرين بالمعلومة.
إذ وجب التنويه والتوضيح أن جواب الوزير كان قبل 24 ساعة من انطلاق العدوان الصهيوني على إيران، وهو يندرج في سياق نشاط رسمي لممثل الحكومة داخل قبة البرلمان، تكريسًا لتقاليد سياسية راقية جدًا، وهي رد أعضاء الحكومة على الأسئلة الشفوية لممثلي الشعب.
وعليه، يُعتبر هذا التصرف الجبان، بمحاولة تغليط الرأي العام من خلال وضع أجوبة الوزير في سياق زمني مغاير واتهام مباشر لشخصه، سعيًا وراء أهداف ومرامٍ يعرفها أصحاب هذه المناورات الدنيئة، التي لا تؤثر في مهام وزير الاتصال ولا وزارة الاتصال، ولا تثني وسائل الإعلام بمختلف أشكالها عن أداء مهامها في مواصلة الدفاع عن مختلف المكتسبات الوطنية، خصوصًا تلك المتعلقة بهويتنا الفكرية والثقافية وغيرها.
وفيما يخص من يقفون وراء هذه المؤامرات والدسائس، نقول لهم: وا أسفاه…!!! كيف لكم أن تكونوا أقلامًا مأجورة، وأبواقًا ناعقة في خدمة نظام المخزن المغربي، الذي يحاول دومًا أن يسطو على مقدراتكم وموروثكم، وأنتم تنتهجون سياسة القطيع في اتباع كل ما يسيء للجزائر؟
أما البقية، وهي فئة قليلة، تنساق وتخضع للمعلومة الكاذبة والمغلوطة والمضلِّلة، فهي تؤمن فقط بمنطق عدد المتابعات واللايكات، بعيدًا عن الحقيقة والموضوعية، ما يجعلها تنساق نحو المشاريع الهدّامة التي تأتي كلّها من الجار الغربي.