آخر الأخبار

إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز : تصعيد جديد قد يلهب أسعار النفط

شارك
بواسطة
صحفي جزائري مختص في الشأن الوطني .
مصدر الصورة

الجزائر الآن _ فسّر تصريح إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، والذي قال فيه إن طهران تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز، بأنه خطوة تحمل بين طياتها رسائل ردعية مباشرة إلى واشنطن والقوى الغربية والإقليمية، خاصة وأن المضيق يُعتبر الشريان النفطي الأكثر أهمية في العالم. وما زاد من جدية التهديد، بحسب المراقبين، هو نشره عبر وكالة الأنباء الرسمية، ما يُعد رسالة ذات طابع “جدي للغاية”.

مضيق هرمز: رقعة صغيرة بثقل جيوسياسي كبير

يجدر التوضيح هنا أن مضيق هرمز الاستراتيجي يقع بين إيران شمالًا وسلطنة عُمان جنوبًا، ويُعد بوابة الخليج نحو بحر العرب والمحيط الهندي. يبلغ عرضه حوالي 33 كيلومترًا، غير أن الملاحظة اللافتة أن الممرات الملاحية الآمنة لا تتعدى 3 كيلومترات في كل اتجاه، ما يجعل حركة السفن فيه عرضة لأي اضطراب أمني أو عسكري، بحسب خبير تحدّث إلى صحيفة “الجزائر الآن”.

ذات المتحدث أضاف أن أهمية المضيق تكمن في كونه معبرًا لحوالي ثلث تجارة النفط البحرية في العالم، مشيرًا إلى أنه، حسب الإحصائيات الرسمية الأخيرة، يمر عبره يوميًا ما بين 18 إلى 19 مليون برميل من الخام والمنتجات النفطية. إضافة إلى ذلك، فإن جميع صادرات قطر تقريبًا من الغاز الطبيعي المُسال تمر عبره، ما يمثل ربع السوق العالمية في هذا المجال الحيوي.

وهنا يطرح الخبير السؤال: هل ستُقدم إيران على منع الغاز القطري من العبور عبر المضيق؟.. الإجابة غير معروفة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار العلاقات القوية بين الدوحة وطهران، والتي بُنيت على مدى سنوات، وقد يقابلها في الميزان أخطار حقيقية تُهدد الجمهورية الإسلامية.

رسائل إيران… من التهديد إلى ما هو أبعد؟

و قد سبق وأن هددت إيران في العديد من المناسبات خلال العقود الماضية بإغلاق المضيق، كلما اشتدت عليها الضغوط الاقتصادية أو تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة أو حلفائها في المنطقة. غير أن التهديدات الأخيرة التي أطلقها النائب البرلماني الإيراني جاءت في وقت بالغ الحساسية والخطورة، ويختلف عن جميع الأوقات السابقة وظروفها.

الرهان الخليجي على البدائل: كيف ستتجاوز هرمز ؟.

تتخوف دول الخليج العربي، التي تصدّر معظم إنتاجها النفطي عبر المضيق، من تنفيذ إيران لتهديداتها، ما يضعها أمام معادلة أمنية معقدة. كما أنه من المهم التنويه إلى أن السعودية والإمارات والكويت والعراق تُصدّر الجزء الأكبر من إنتاجها النفطي عبر هذا الممر، في حين تعتمد الأسواق الآسيوية، خصوصًا الصين والهند واليابان، على استيراد الطاقة من خلاله. وهو ما يعني أزمة طاقوية عالمية وارتفاعًا جنونيًا في أسعار النفط، الأمر الذي قد يُلحق ضررًا كبيرًا بالولايات المتحدة الأمريكية، والصين، والدول الغربية.

ورغم سعي بعض دول الخليج إلى تقليل اعتمادها على مضيق هرمز، عبر مشاريع خطوط أنابيب بديلة مثل خط أنابيب أبو ظبي – الفجيرة، أو تطوير موانئ على بحر العرب، فإن هذه الحلول تظل محدودة مقارنة بالحجم الهائل من الصادرات العابرة للمضيق.

مضيق هرمز كورقة ضغط … متى تستخدم؟

يرى المراقبون أنه رغم لغة التهديد التي تستخدمها طهران، إلا أنها تُدرك تمامًا أن إغلاق المضيق سيُشكّل مغامرة كبرى، قد تضعها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية وربما مع دول غربية أخرى. خاصة وأن حرية الملاحة عبر المضيق محمية بموجب القانون الدولي، وأي تعطيل له قد يُعتبر عملًا عدائيًا يستدعي ردًا جماعيًا.

بين هذا وذاك، يبقى من المؤكد أن طهران تمتلك ورقة ضغط فوق الطاولة تحمل عنوان “مضيق هرمز”. أما الإجابة عن السؤال: هل ستستعملها أم لا؟ فذلك ما ستكشفه التطورات.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا