آخر الأخبار

حزب ماكرون يتبنى استفزازات اليمين المتطرف ضد الجزائر..خلفيات هذا التصعيد

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _في خطوة جديدة تعكس تصاعد الخطاب العدائي داخل بعض الأوساط السياسية الفرنسية، يستعد نائبان من حزب “النهضة” الحاكم في فرنسا، ماثيو لوفافر وشارل رودوار، لعرض تقرير برلماني يثير ما وصفوه بـ”تكاليف” اتفاقية 1968 التي تنظّم إقامة وتنقل الجزائريين على التراب الفرنسي.

ويحاول التقرير، بحسب ما نشرته صحيفة “لوباريزيان”، تسليط الضوء على ما يُسمى “الأعباء المالية” الناتجة عن الحقوق الاجتماعية والصحية التي يتمتع بها الجزائريون المقيمون في فرنسا، بمن فيهم من تم ترحيلهم قسرًا خلال الحقبة الاستعمارية، والذين لا يزال بعضهم يعيش فوق الأراضي الفرنسية.

محاولة فرنسية لإحياء خطاب العداء

وتُعد هذه المبادرة البرلمانية امتدادًا لمحاولات أطراف فرنسية معروفة بعدائها للجزائر توظيف ملف الهجرة والماضي الاستعماري في مزايدات انتخابية ، قد تؤدي – حسب مراقبين – إلى تسميم العلاقات بين البلدين، في وقت تتطلب فيه الظرفية الإقليمية والدولية كثيرًا من الحكمة والتعاون.

ووصفت وسائل إعلام فرنسية التقرير المرتقب بـ”الحساس”، نظرًا لما قد يثيره من تداعيات دبلوماسية قد تزيد من حدة التوتر القائم أصلًا بين الجزائر وباريس، خاصة بعد سلسلة من المواقف الأحادية التي اتخذتها السلطات الفرنسية في الأشهر الأخيرة.

الجزائر ترد بحزم: لن نقبل المساس بحقوق مواطنينا

من جهتها، كانت الجزائر واضحة وحاسمة في موقفها، حيث أكدت وزارة الشؤون الخارجية أن أي مراجعة أحادية الجانب لبنود اتفاقية 1968 ستقابل بردّ صارم يشمل مجمل الاتفاقيات الثنائية القائمة بين البلدين، بما فيها ملفات الهجرة، التعاون الاقتصادي، والمجالات الثقافية.

وذكرت الخارجية الجزائرية، في بيان سابق، أن التوتر في العلاقات لا تتحمّله الجزائر، التي حرصت دومًا على التزام التهدئة وضبط النفس، مع التمسك بحماية حقوق رعاياها في الخارج وفقًا لما يكفله القانون الدولي والاتفاقيات الثنائية.

رئيس الجمهورية: “فزاعة انتخابية وأقلية فرنسية حاقدة”

وفي تعليق مباشر على محاولات التشكيك في اتفاقية 1968، وصف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تلك الدعوات بـ”الفزاعة السياسية” التي تلجأ إليها أقلية فرنسية متطرفة تحرّكها الكراهية التاريخية للجزائر، معتبرًا أن هذه الحملات لا تعبّر عن موقف الدولة الفرنسية ككل، بل تعبّر عن انحرافات سياسية مزمنة، تحاول توظيف ملف المهاجرين في سجالات داخلية.

وأكد الرئيس تبون أن الجزائر لن تقبل بأي تراجع عن حقوق أبنائها، وأن مثل هذه الحملات لن تنجح في ليّ ذراع الجزائر أو فرض واقع جديد على حساب سيادتها وكرامة شعبها.

الرسالة الجزائرية واضحة: العلاقات تُبنى على الاحترام المتبادل، لا على التهديدات

وسط هذا التصعيد الجديد، تترقب الدوائر الدبلوماسية ما إذا كانت الحكومة الفرنسية ستتبنى مضمون هذا التقرير رسميًا، أم أنها ستتجنّب الانزلاق إلى مستنقع المواجهة، خاصة أن الجزائر أوضحت بشكل لا لبس فيه أن زمن الإملاءات ولى، وأن أي خطوة تمس سيادة الجزائريين ستُقابل بموقف سيادي مماثل.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا