تشهد العلامة الجزائرية “فينوس” لصناعة مستحضرات التجميل صعودا غير مسبوق في الأسواق الفرنسية، حيث باتت منتجاتها تلقى رواجا واسعا وتحقق انتشارا كبيرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، في ظاهرة تذكر بالنجاح الباهر الذي حققته سابقا العلامة “المرجان” المختصة في صناعة الشوكولاتة القابلة للدهن.
وبفضل الجودة العالية والتركيبة الطبيعية لمنتجاتها، أصبحت “فينوس” اسما مألوفا لدى المستهلك الفرنسي، خصوصا الجالية الجزائرية، حيث تتداول المؤثرات من مختلف المنصات، على غرار إنستغرام وتيك توك ويوتيوب، تجاربهن الإيجابية مع منتجات العلامة، لا سيما الشامبو والجيل المنظف والكريمات. ويحرصن دوما على إبراز منشأ هذه المنتجات الجزائرية، مما يعزز صورة الصناعة المحلية ويعطيها بعدا دوليا.
ويعكس هذا النجاح اللافت تطور الصناعة التجميلية في الجزائر، التي استطاعت أن تغطي نحو 70 بالمئة من احتياجات السوق المحلية، مما ساهم في تقليص فاتورة الاستيراد بشكل كبير، حيث انخفضت من 500 مليون دولار في 2024 إلى 58 مليون دولار فقط، حسب الإحصائيات الرسمية.
وقد رسخت العلامة “فينوس”، التي تأسست سنة 1981، مكانتها محليا من خلال اعتمادها على مواد أولية تضاهي تلك المستعملة من قبل كبريات العلامات الأوروبية، مع الالتزام بمعايير البيئة وسلامة المستهلك. وتضم تشكيلتها الواسعة منتجات للعناية بالشعر والبشرة ومستلزمات النظافة الشخصية، وتعرض بأسعار معقولة، ما جعلها في متناول مختلف الفئات.
من جانب آخر، تساهم المؤثرات الجزائريات المقيمات في فرنسا في الترويج لهذه المنتجات خلال زياراتهن للبلاد، حيث يعرضن مشترياتهن وتجاربهن الشخصية، ما يحفز الطلب في صفوف المتابعين. وتصل بعض الفيديوهات إلى آلاف المشاهدات خلال ساعات فقط، وسط تفاعل كبير يعكس رضا المستهلكين عن جودة المنتجات.
يبقى أن النجاح الذي تحققه “فينوس” اليوم ليس مجرد موجة عابرة، بل هو نتيجة رؤية واضحة واستراتيجية محكمة لبناء صناعة تجميلية وطنية قادرة على المنافسة الدولية، ما يجعل من هذه العلامة مثالا يحتذى في مسار النهوض الاقتصادي للجزائر.
@ آلاء عمري