الجزائرالٱن _ تُواصل الجزائر ترسيخ موقعها بين أبرز المنتجين والمُصدّرين للتمور في العالم، بفضل الجودة العالية لمنتوجاتها، وفي مقدّمتها صنف “دقلة نور” الذي يُعدّ من أجود أنواع التمور على الإطلاق، إلى جانب أصناف محلية أخرى بدأت تفرض وجودها في الأسواق الخارجية.
التمور الجزائرية باتجاه أكثر من 90 دولة حول العالم
ووفقًا لأرقام رسمية، بلغت صادرات الجزائر من التمور خلال السنوات الأخيرة ما بين 200 ألف و300 ألف طن سنويًا، باتجاه أكثر من 90 دولة حول العالم، وتعمل السلطات حاليًا على رفع عدد الوجهات إلى 150 سوقًا دولية، في خطوة تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني، وتخفيف التبعية للمحروقات.
“دقلة نور” عنوان للجودة في الأسواق الأوروبية والآسيوية
“وتحوّلت “دقلة نور”، التي تُزرع في مناطق الجنوب الجزائري، خاصة بسكرة، والوادي، وتقرت وورقلة وواد سوف، إلى عنوان للجودة في الأسواق الأوروبية والآسيوية، حيث تحظى بإقبال متزايد من المستوردين بسبب لونها الذهبي، وشفافيتها الفريدة، ومذاقها الحلو المتوازن.
ورغم أن الجزائر تملك قرابة 20 مليون نخلة، وتنتج ما يزيد عن 1.2 مليون طن من التمور سنويًا، إلا أن نسبة صغيرة فقط تُوجَّه للتصدير، ما يفتح الباب أمام تطوير هذا القطاع الحيوي ورفع قيمته المضافة.
من الكم إلى النوع.. استراتيجية اقتصادية جديدة
في إطار جهود تنويع مصادر الدخل خارج قطاع النفط والغاز، تراهن الدولة على تثمين المنتجات الفلاحية، وعلى رأسها التمور، باعتبارها موردًا استراتيجيًا يمكن أن يُدرّ مئات ملايين الدولارات سنويًا، إذا ما تمّ استغلاله بالشكل الأمثل.
ضرورة دعم عمليات التحويل الصناعي للتمور
وتشمل هذه الاستراتيجية دعم عمليات التحويل الصناعي للتمور، مثل إنتاج العجائن، السكر الطبيعي، الخل، وبعض مستحضرات التجميل، إلى جانب تحسين سلاسل التعبئة والتغليف والتسويق بما يرفع من قدرة المنتوج على المنافسة عالميًا.
كما يُنتظر أن تساهم اتفاقيات الشراكة مع بلدان إفريقية وآسيوية في تسهيل عمليات التصدير، خاصة نحو أسواق جديدة تُفضّل المنتجات العضوية والطبيعية، وهي ميزة تتمتع بها التمور الجزائرية التي تُزرع غالبًا دون استخدام مواد كيميائية.
تحديات كبيرة لقطاع التمور في الجزائر
ورغم الإنجازات المُسجّلة، إلا أن قطاع التمور في الجزائر لا يزال يواجه عدة تحديات، أبرزها ضعف البنية التحتية اللوجستية، وقلة مراكز التوضيب والتحويل، إلى جانب غياب علامات تجارية عالمية تمثّل الجزائر بشكل واضح في الأسواق الدولية.
كما أن المنافسة من دول مجاورة، مثل تونس ومصر، تفرض على الجزائر تحسين قدراتها التنافسية، خاصة من حيث التسويق الرقمي، والابتكار في التغليف، والتسجيل في شهادات الجودة العالمية.
بحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، فإن الجزائر تُعدّ من أكبر خمس دول منتجة للتمور، إلى جانب السعودية، إيران، مصر، والإمارات، وتحتل مكانة مرموقة بين العشرة الأوائل في التصدير.
ومع تزايد الطلب العالمي على الأغذية الصحية والطبيعية، تُعدّ التمور الجزائرية فرصة حقيقية لتعزيز التموقع التجاري للبلاد في الخارج، وتقديم صورة إيجابية عن الفلاحة الجزائرية كقطاع واعد قادر على المساهمة بفعالية في التنمية الاقتصادية.