أكدت افتتاحية مجلة الجيش لشهر جوان، أن الجزائر تواصل دون هوادة تطوير وتعزيز قدراتها الدفاعية وبناء جيش قوي ومهاب الجانب، مشيرة إلى أن الجيش الوطني الشعبي قطع خلال السنوات القليلة الماضية أشواطًا كبرى على درب عصرنة وتحديث كافة مكوناته.
وأوضحت افتتاحية المجلة في عددها 743، أنه “وعيًا منها بحجم التحديات الراهنة والمستقبلية الواجب رفعها في عالم يموج بالتقلبات والتجاذبات وفي ظل أوضاع دولية وإقليمية يطبعها التوتر وعدم الاستقرار، وإدراكًا منها أن قوة الأمم ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقوة جيوشها، تواصل الجزائر دون هوادة، تطوير وتعزيز قدراتها الدفاعية وبناء جيش قوي ومهاب الجانب، قطع خلال السنوات القليلة الماضية أشواطًا كبرى على درب عصرنة وتحديث كافة مكوناته”.
وأضافت الافتتاحية، أن هذه التحديثات ضرورة ملحة “ليبقى (الجيش) على الدوام الدرع الواقي للوطن وضامن وحدته وسيادته واستقلاله، سائرًا على النهج الذي أرسى معالمه جيش التحرير الوطني بالروح والعزيمة نفسها، وبالمبادئ والقيم ذاتها، وهو ما نوّه به رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، خلال إشرافه على الاستعراض العسكري المنظم شهر نوفمبر 2024، بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع ثورتنا التحريرية المجيدة بقوله: “أتوجه بالتحية إلى الجيش الوطني الشعبي وكل الأسلاك الأمنية، المرابطين على الحدود دفاعًا عن أرضنا الطاهرة والساهرين على حماية أجوائنا ومشارفنا البحرية، والمستعدين لبذل النفس والنفيس والتضحية من أجل الحفاظ على وديعة الشهداء الأمجاد والدفاع عن الجمهورية ومكتسباتها”.
وتابعت مجلة الجيش، أن “هذه الإنجازات، هي ثمرة للرؤية المتبصرة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي وللجهود المضنية لكافه منتسبيه”.
كما أشارت الافتتاحية إلى أن “أكثر ما يعكس العناية الكبيرة بهذا الجانب المهم في تحضير القوات لمواجهة أي طارئ أو مستجد، الإشراف الشخصي الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على تنفيذ مختلف التمارين المنفذة بالذخيرة الحية آخرها التمرينان التكتيكيان +الحصن المنيع 2025+ بإقليم الناحية العسكرية الثالثة و+ صمود 2025 + بالناحية العسكرية الثانية، اللذان حققا الأهداف المرجوة منهما وكللا بنجاح باهر”.
ونوهت الافتتاحية أنه “بالموازاة مع الاستعداد الدائم للجيش الوطني الشعبي لمواجهة ودحر أي خطر قد يمس بأمن وسلامة وطننا الغالي، ومن منطلق الحيلولة دون العبث بأمن جوارها، تبذل بلادنا جهودًا حثيثة عبر دبلوماسية نشطة، تسعى إلى استعادة الاستقرار السياسي والأمني في جوارنا الذي يشهد اضطرابات غير مأمونة، وذلك انسجامًا مع مبادئها الراسخة، التي تقوم على حسن الجوار ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية ووحدتها الترابية، ناهيك عن فض النزاعات والأزمات سلميًا، وتغليب لغة الحوار والمفاوضات ورفض منطق السلاح”.
وفي الختام تحدثت افتتاحية مجلة الجيش، عن التزام الجزائر الثابت بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، كما أكدت في هذا الصدد أن “المقاربة الجزائرية الشاملة تتجاوز في هذا الخصوص لتشمل البعد الاقتصادي عبر تعزيز التنمية في محيطها الإقليمي، عبر تقديم المساعدات الإنسانية وتمويل المشاريع التنموية ذات البعد الإقليمي”.
وأردفت أنه “سيبقى أعداؤها، على غرار أسلافهم عبر التاريخ، يجرُّون أذيال الخيبة ويتجرعون مرارة الهزيمة وفشل مخططاتهم الدنيئة”، مثلما أكده الفريق أول شنقريحة خلال زيارته الأخيرة إلى الناحية العسكرية الثانية.