لفظ بطل جزائري في الغوص الحر يدعى عمر بن بوعزيز أنفاسه الأخيرة في مياه شاطئ السيدة الرومانية بسيدي غيلاس، ولاية تيبازة، السبت، إثر حادث إغماء مفاجئ أثناء خرجة صيد بحرية روتينية.
وكان الشاب الذي لم يتجاوز التاسعة والعشرين من عمره، يحمل آمالًا كبيرة ويكتب طموحات واسعة في الرياضات البحرية.
ولم يكن بن بن بوعزيز مجرد غواص عادي، بل كان أيقونة متألقة في رياضة الغوص الحر، حيث عرف بقدراته الاستثنائية ومهاراته التي خولته أن يصبح بطلًا وطنيًا ومصدر إلهام لعشرات الشبان المغامرين.
تميز حسب ما نشره أصدقاءه بتواضعه، انضباطه، وشغفه بالمحيط ما جعله محبوبًا في أوساط زملائه وكل من عرفوه عن قرب. إلا أن البحر، الذي طالما احتضنه كصديق تحول إلى مسرح وداعه الأخير.
وتشير تفاصيل الحادثة المؤلمة إلى أن عمر كان في خرجة صيد رفقة مجموعة من الغواصين، قبل أن يتعرض إلى ما يعرف بإغماء الأعماق، أو “إغماء الصعود”، وهي حالة خطيرة تصيب الغواصين خاصة في رياضة الغوص الحر، حين يحبس الغواص أنفاسه لفترة طويلة أثناء الغطس. عند الصعود إلى السطح، ينخفض ضغط المياه بسرعة، ما يؤدي إلى نقص الأوكسجين في الدماغ فجأة، فيفقد الغواص وعيه قبل أن يصل إلى الهواء.
وغالبًا ما تحدث هذه الإغماءة على عمق بضعة أمتار فقط من السطح، ما يجعلها خادعة وقاتلة في آن واحد، خاصة إذا لم يكن هناك من يسعفه في ثوان معدودة.
وتشير تفاصيل الحادثة إلى أن عمر كان في خرجة صيد رفقة مجموعة من الغواصين، قبل أن يتعرض لهذا النوع من الإغماء. ورغم محاولات الإنقاذ السريعة من رفاقه، إلا أن القدر كان أسرع، حيث تم انتشاله جثة هامدة وسط ذهول الجميع.
وعمت الصدمة الكبرى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشر خبر وفاته، وامتلأت المنشورات بكلمات الحزن والفخر في آن واحد. الكثيرون استذكروا أخلاقه العالية، جرأته في الغوص إلى أقصى الأعماق، وحبه الكبير للبحر، وكأن روحه كانت على موعد أخير مع المكان الذي عشقه.
@ آلاء عمري