خط بحري جديد بين الجزائر وفرنسا تحت إشراف شركة إيطالية

الجزائرالٱن _ في خطوة من شأنها إعادة رسم ملامح الربط البحري بين الجزائر وأوروبا، دشّنت شركة “غراندي نافي فيلوشي” (GNV) الإيطالية أول خط منتظم لنقل المسافرين يربط ميناء الجزائر العاصمة بميناء “سات” جنوب فرنسا، وهو ما يمثل مكسبًا استراتيجيًا للجالية الجزائرية في أوروبا الباحثة عن بدائل مريحة واقتصادية للسفر نحو أرض الوطن.

ووصلت الباخرة الإيطالية “إكسيلانت” إلى الجزائر العاصمة وعلى متنها ما يقارب 950 مسافرًا و650 مركبة، في توقيت يتزامن مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى، وهو ما يعكس الاستجابة الفعلية لحاجيات الجالية في فترات الذروة، بعد سنوات من التذمر بشأن نقص الرحلات وغلاء تذاكر الطيران.

وقد جرت مراسم استقبال السفينة وسط حضور رسمي بارز، تقدّمه مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمنظمات غير الحكومية وحقوق الإنسان حميد لوناوسي، والأمين العام لوزارة النقل جمال الدين عبد الغني دريدي، إلى جانب السفير الإيطالي بالجزائر ألبيرتو كوتيلو وعدد من المسؤولين والمستثمرين في مجال النقل البحري.

الأمين العام لوزارة النقل اعتبر هذا المشروع “مكسبًا نوعيًا يعكس انفتاح الجزائر على شراكات دولية هادفة”، مشيدًا بالتعاون بين شركة GNV الإيطالية والمؤسسة الجزائرية “أ ال اف تي ماريتيم”، التي أخذت على عاتقها إعادة بعث النقل البحري للمسافرين كمكمل ضروري للنقل الجوي.

ومن جانبه، أعلن المدير العام لشركة “أ ال اف تي ماريتيم”، حميد بطاطا، عن برنامج منتظم للرحلات البحرية نحو ميناء سات بمعدل رحلة أسبوعية، مع خطط لتوسيع النشاط بإطلاق خط ثانٍ من بجاية إلى الوجهة نفسها يوم 9 جوان الجاري، بالإضافة إلى مفاوضات جارية لفتح خط ثالث نحو ميناء جنوة الإيطالي، ضمن مسعى أشمل لربط الجزائر بعدد من الموانئ المتوسطية الكبرى.

ومثّل فتح هذا الخط البحري استجابة مباشرة لمطالب الجالية الجزائرية، التي عبّرت مرارًا عن حاجتها لخدمات نقل بديلة عن الطيران، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار وصعوبة الحجز خلال المواسم. ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في تخفيف الضغط على الخطوط الجوية، وخلق توازن في العرض، مع منح المسافرين خيارات أكثر مرونة وراحة.

ووصف السفير الإيطالي في الجزائر المشروع بأنه “لبنة أولى في مسار تعاون أوسع”، مشيرًا إلى أن النقل البحري يمثل قطاعًا حيويًا يمكن أن يشكل جسرا جديدا للتعاون الاقتصادي والسياحي بين البلدين، في ظل ما تتمتع به الجزائر من موقع استراتيجي وإمكانيات لوجستية ضخمة.

أما المدير العام لشركة GNV، فأكد التزام مؤسسته بتقديم خدمات نقل عالية الجودة، مع احترام أعلى معايير السلامة الدولية، معتبرا أن الجزائر تملك مؤهلات لتكون فاعلًا رئيسيًا في الربط البحري جنوب المتوسط.