آخر الأخبار

الجزائر في صدارة سوق الغاز المُسال بإفريقيا... لكن التحديات تتزايد

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ رغم احتفاظ الجزائر بريادتها في قطاع الغاز الطبيعي المُسال على المستوى الإفريقي، إلا أن الأفق لا يخلو من منغصات، وسط دخول منافسين جدد وظهور تحديات تقنية وتشغيلية تهدد تموقعها التقليدي في هذه السوق الاستراتيجية.

فحسب ما نشرته منصة “الطاقة” المتخصصة، فإن القارة الإفريقية باتت تمتلك طاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 75 مليون طن سنوياً، تتصدرها الجزائر بحصة تبلغ 25.3 مليون طن، تليها نيجيريا بطاقة 22.2 مليون طن. ويعكس هذا الرقم موقع الجزائر كمزود رئيسي، لكنه في الوقت ذاته يُخفي واقعاً أكثر تعقيداً، تحكمه تحوّلات في الخريطة الطاقوية للقارة.

البنية التحتية الجزائرية في هذا المجال ترتكز على أربع منشآت تديرها سوناطراك، تتوزع بين أرزيو وسكيكدة. فبمنطقة أرزيو، تنشط وحدتا GL1Z وGL2Z، بطاقة إنتاج سنوية تُقدّر بـ7.9 و8.2 مليون طن على التوالي، فيما تُساهم وحدة GL3Z بـ4.7 مليون طن. أما سكيكدة، فتمد السوق بوحدة بطاقة 4.5 مليون طن سنوياً، ما يجعل المجمع الجزائري أحد أكثر المنظومات تكاملاً في القارة.

ومع ذلك، فإن المشهد الإفريقي بصدد التحول. فالمعطيات الحديثة تشير إلى أن الدول الثماني المنتجة للغاز المُسال في إفريقيا تمثل حالياً حوالي 15% من الطاقة العالمية المُقدرة بـ492 مليون طن سنوياً (2024)، وهي نسبة مرشحة للارتفاع إلى 19% بحلول 2050، عندما تبلغ القدرة الإجمالية العالمية سقف 1.004 مليار طن.

في هذا السياق، بدأ مشروع Tortue Ahmeyim البحري، المشترك بين موريتانيا والسنغال، يُحدث خلخلة في موازين القوى، بعد دخوله مرحلة الإنتاج مطلع 2025 بطاقة 2.3 مليون طن سنوياً، مما رفع الطاقة الإفريقية الإجمالية إلى 77.3 مليون طن.

هذه المستجدات تضع الجزائر أمام خيارين: إما الاستمرار في الاعتماد على أسبقيتها التاريخية في البنية التحتية والخبرة، أو الانخراط في موجة التحديث والتوسعة لتأمين موقعها مستقبلاً وسط سوق تُعيد تشكيل نفسها بخطى متسارعة.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا