الجزائرالٱن _ في خطوة تعبّر عن التزام إنساني مشترك، اتّفقت الجزائر وسلوفينيا على وضع ترتيبات تعاون ثنائي لإجلاء أطفال فلسطينيين مصابين من قطاع غزة وتوفير الرعاية الطبية المتخصصة لهم في الخارج، خصوصاً أولئك الذين تعرّضوا لبتر في أطرافهم نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر.
ويأتي هذا التنسيق في ظلّ استمرار العدوان الصهيوني على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، وهو عدوان لم توقفه حتى هدنة لم تصمد سوى أسابيع قليلة. وتُظهر الإحصاءات أن الأطفال والنساء يشكّلون النسبة الأكبر من الضحايا، سواء من الشهداء أو الجرحى، فيما تتواصل المساعي الدولية لإخراج المصابين والمرضى من القطاع المحاصر، خصوصاً الحالات المستعصية والحرجة.
وخلال زيارة رسمية إلى سلوفينيا، قام بها وزيرا العمل والضمان الاجتماعي الجزائريان، عبد الحق سايحي وفيصل بن طالب، تم التوصّل إلى اتفاق بشأن التنسيق الثنائي لتأمين التكفّل الطبي بالأطفال الفلسطينيين الجرحى، في إطار تجسيد التضامن الفعلي في مواجهة الكوارث الإنسانية، وبدعم مباشر من أعلى مستويات القيادة في البلدين. وينصّ الاتفاق على تسهيل عمليات نقل الأطفال واستقبالهم داخل المؤسسات الصحية في الجزائر وسلوفينيا، وفقًا لما تنصّ عليه مبادئ القانون الإنساني الدولي.
وفي بيان رسمي صدر مساء أمس، أكدت الحكومة الجزائرية أن الجهود جارية لتأسيس شراكة عملية بين “المركز السلوفيني لإعادة التأهيل” و”الديوان الوطني لأعضاء المعوقين الاصطناعية ولواحقها” في الجزائر. ومن المقرّر أن تقوم بعثة تقنية سلوفينية بزيارة الجزائر قريبًا من أجل دراسة آليات التعاون عن كثب.
وفي إطار الخطط المستقبلية، تعتزم الجزائر استقبال دفعة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى بمجرد أن تسمح الظروف الميدانية بذلك، وتحديدًا من بين المصابين الذين تعرّضوا لبتر أطرافهم خلال العدوان، حيث توفّر الجزائر خدمات طبية متخصصة في مجال الأطراف الاصطناعية عبر مراكزها الوطنية.
وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد زار، في الشهر الماضي، مركزًا سلوفينيًا لصناعة الأطراف الاصطناعية، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى ليوبليانا، حيث اتفق مع رئيسة سلوفينيا ناتاشا بيرتش موسار على تعزيز التعاون الثنائي من خلال شراكة هيكلية تهدف إلى توحيد الجهود في المجالات الإنسانية والطبية.