آخر الأخبار

موقع فرنسي: كاتب ياسين كتب بالفرنسية مكرهًا ومضطرًا!

شارك

لم يستطع الإعلام الفرنسي، إخفاء حقيقة أن الكاتب الجزائري المعروف كاتب ياسين، لم يختر الكتابة بلغة موليير عن حب، ولكنها فرضت عليه فرضًا بسبب ظروف الغربة.

ويحاول الإعلام الفرنسي، عبر إعادة نشر مقابلات أرشيفية تخص كتّابًا جزائريين ظهروا مباشرة في فترة ما بعد الاستعمار، واستقلال الجزائر، أن يصيغ طرحًا جديدًا يزعم فيه أن اللغة الفرنسية كانت جزءًا وخيارًا محببًا للجزائريين، داخل النسيج الثقافي والاجتماعي، وصعب اجتثاثها، في محاولة يائسة لإنقاذ ما تبقى من نفوذها المتآكل، لا سيما بعد التراجع الكبير للفرنسية في أغلب دول إفريقيا وعلى رأسها الجزائر.

وفي مقابلة تعود لعام 1972، أعادت مجلة “nouvelobs” الفرنسية نشر حوار نادر مع الكاتب الجزائري الكبير كاتب ياسين، الذي وصف دومًا بمؤسس الأدب الجزائري الحديث، حيث تحدث عن تجربته مع اللغة الفرنسية بوصفها أداة للاغتراب الثقافي، قائلًا: “ككاتب، كنت أكثر من غيري مغتربًا بفعل اللغة الفرنسية”. ورغم أن كاتب ياسين كتب روائعه بلغة المستعمر، إلا أنه ظل واعيًا بكونها لغة مفروضة، وليست خيارًا طبيعيًا أو ثقافيًا أصيلًا.

وفي المقابلة، يتحدث كاتب ياسين عن المسرحية التي كتبها باللهجة الجزائرية العامية بفخر “محمد خذ حقيبتك”، والتي ألفها وقدمها مع عمال مهاجرين جزائريين في فرنسا، قائلًا إن الفكرة جاءته من مشاهدات حية لأمهات جزائريات يعشن على وقع الغياب الطويل لأزواجهن المهاجرين في فرنسا، الذين انقطعت أخبارهم. ولم تكن المسرحية عملًا أدبيًا موجها لنخبة معينة بل صرخة احتجاج لواقع الغربة والظروف المحيطة بها.

والأكيد أن ما تحاول فرنسا الوصول إليه عبر إبراز مثل هذه الحوارات، يفضح دورها في إنتاج النخب المعزولة عن مجتمعاتها والمتمردة على أعرافها ومبادءها. واليوم ومع تحرر أجيال كاملة من قبضة هذه اللغة، واختيار الشباب الجزائري للإنجليزية كلغة انفتاح وتحرر، تنهار أوهام “الفرنكفونية ” وتتعرى محاولات فرنسا لإعادة تسويق نفسها ثقافيًا عبر أرشيف كتاب تمردوا أصلًا على هيمنتها.

إن إعادة بث مقابلات من هذا النوع في هذا التوقيت، ومع هذا العنوان المستفز، ليس بريئًا. فهو محاولة متأخرة لإقناع الجزائريين بأن الفرنسية ليست غريبة عنهم، في الوقت الذي يقول فيه الواقع أن الجزائريين لم يعودوا في حاجة لها، لا في العلم، ولا في الأدب، ولا في المسرح،ومن بقي وفيًا حتى النخاع لهذه اللغة الاستعمارية، هم في الغالب ممن يحسبون على طائفة الكتاب الجزائريين، ممن باعوا أنفسهم ووطنيتهم لفرنسا، مقابل اليورو والتكريمات، على غرار بوعلام صنصال، وكمال داود.

وعلى هذا الأساس بإمكاننا القول أنه لم يعد أحد يصدق أن لغة المستعمر يمكن أن تكون أداة للتحرر، فقد كانت دائمًا سلاحًا لطمس هوية الجزائريين وتشويه اللغة العربية في بيوتهم ، فما حاجتنا اليوم كجزائريين بهذه اللغة الدخيلة!.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا