آخر الأخبار

الفوسفات.. بوابة الجزائر الجديدة نحو التحول الاقتصادي

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ تسعى الجزائر في المرحلة الراهنة إلى إعادة هيكلة اقتصادها الوطني من خلال المراهنة على استغلال ثرواتها المعدنية غير المستغلة، وعلى رأسها الفوسفات، الذي بات يُنظر إليه كخيار استراتيجي بديل عن المحروقات، في ظل مسعى تنموي متسارع نحو تنويع مصادر الدخل.

وفي هذا السياق، أظهرت تقارير حديثة معطيات لافتة تؤكد امتلاك الجزائر لاحتياطات ضخمة من الفوسفات، ما يضعها في موقع متقدم على المستويين الإقليمي والدولي ضمن قائمة الدول المالكة لهذا المورد الجيولوجي الحيوي، الذي تتزايد أهميته عالميًا باعتباره عنصرًا أساسيًا في الصناعات الزراعية والغذائية.

وتشير بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أن احتياطي الجزائر من الفوسفات يبلغ 2.2 مليار طن، أي ما يعادل 2.97% من المخزون العالمي، ما يجعلها تحتل المرتبة الرابعة عربيًا والسادسة عالميًا. كما تبرز الجزائر ضمن قائمة 7 دول عربية تستحوذ على نحو 81% من إجمالي الاحتياطي العالمي للفوسفات، وفق ما كشفته منصة “الطاقة” المتخصصة.

ورغم هذا الرصيد الكبير، لم يتجاوز إنتاج الجزائر من الفوسفات خلال عام 2024 سقف 2 مليون طن، في مؤشر على بداية حقيقية نحو استغلال ثروة ظلت لعقود طويلة على هامش النشاط الاقتصادي.

في هذا السياق، أكد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أن الجزائر شرعت فعليًا في تنفيذ برنامج وطني شامل يهدف إلى تثمين الموارد المنجمية، معتبرًا أن هذا التوجه يمثل رهانًا استراتيجيًا لتعزيز التنمية الاقتصادية وتنويع مداخيل الدولة.

وخلال مشاركته في احتفالية تأميم المناجم وتأسيس مؤسسة “سونارام”، أوضح الوزير أن الجزائر لا تزال تستغل سوى 10% فقط من إمكاناتها المنجمية، وهو ما يعكس حجم الفرص المتاحة وأهمية توسيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

وتتوفر البلاد على مجموعة واسعة من الثروات المعدنية، تشمل الحديد والفوسفات والذهب والزنك، وهي مقومات تشكل قاعدة صلبة لانطلاقة صناعية واعدة على المديين القريب والمتوسط.

ويعد مشروع منجم جبل عنق واحدًا من أكبر المشاريع الوطنية في مجال الفوسفات، حيث يمتد نشاطه عبر ولايات تبسة، سوق أهراس، سكيكدة وعنابة. ووفق التقديرات الرسمية، فإن احتياطي هذا المشروع يقارب 2.8 مليار طن، مع هدف إنتاج يبلغ 10 ملايين طن من الخام و6 ملايين طن من المركزات سنويًا.

وتُقدّر قيمة الاستثمارات المرصودة لهذا المشروع بـ7 مليارات دولار، ضمن شراكة جزائرية-صينية، ومن المنتظر أن يساهم في خلق نحو 18 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر، ما يجعله ركيزة أساسية في تنفيذ خطة الفوسفات المدمج، ودعامة جديدة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية في شرق البلاد وفتح آفاق تصديرية واعدة.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا