أعلنت وزارة الصحة بالشراكة مع شركة نوفو نورديسك الجزائر، عن شراكة استراتيجية لتحسين رعاية الأطفال المصابين بمرض السكري، من خلال إطلاق مبادرة “تغيير مرض السكري عند الأطفال”، وذلك خلال المؤتمر السنوي للمؤسسة الجزائرية لمرض السكري وطب الغدد الصماء لدى الأطفال.
وبحسب بيان تلقت “الإخبارية” نسخة منه، تعتبر هذه المبادرة التي تأسست عام 2009 وانتشرت في أكثر من 30 دولة حول العالم، شراكة نموذجية بين القطاعين العام والخاص تهدف إلى توفير رعاية شاملة للأطفال والشباب المصابين بداء السكري من النوع الأول في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
وتأتي هذه المبادرة في ظل الارتفاع المقلق لمعدلات الإصابة بالسكري من النوع الأول في الجزائر، حيث تشير الدراسات الطبية الحديثة إلى أن معدل الإصابة بالسكري من النوع الأول عند الأطفال في تلمسان وصل إلى 38.5 حالة لكل 100,000 طفل، مما يضع هذه المنطقة في فئة “المخاطر العالية جداً” وفقا لتصنيف منظمة الصحة العالمية.
أكد الدكتور جمال فورار، المدير العام للمديرية العامة للوقاية الصحية بوزارة الصحة، على أهمية هذه الشراكة قائلا: “نحن اليوم فخورون بإطلاق مبادرة تغيير مرض السكري لدى الأطفال، والتي نعتبرها مبادرة مبتكرة تتماشى تماماً مع التزامنا طويل الأمد بالوقاية الصحية.”
وأضاف فورار أن المبادرة تستجيب للاحتياجات الحالية لإدارة مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال والشباب، كما تعكس الرؤية الاستراتيجية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المزمنة.
برامج تكوين ودعم المرضى تشمل التوعية والتعليم العلاجي الموجه للعائلات، المدارس والمعلمين، مربيي الرياضة، والأطفال والشباب من سن مبكرة.
التكوين الطبي للأخصائيين يهدف إلى تعزيز القدرات التشخيصية والعلاجية على المستويين المجتمعي والوطني، مما يساهم في تحسين جودة الرعاية المقدمة للأطفال المصابين.
ويُعتبر مرض السكري من النوع الأول أحد أكثر أمراض الطفولة المزمنة شيوعاً عالمياً. وفقاً للفدرالية الدولية للسكري، يعاني أكثر من 1.2 مليون شاب دون سن 20 عاماً من هذا المرض على المستوى العالمي، مع تشخيص حوالي 184,100 حالة جديدة سنوياً.
يتميز هذا المرض بكونه مرضاً مزمناً من الأمراض المناعية الذاتية، يضعف قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين. وإذا تُرك دون تشخيص أو علاج، قد يؤدي إلى تلف الأعضاء الحيوية ومضاعفات صحية خطيرة قد تصل إلى الوفاة.
من جانبه، عبر حمزة بن حركات، المدير العام لشركة نوفو نورديسك الجزائر، عن فخره بجلب هذه المبادرة العالمية إلى الجزائر، قائلاً: “يشرفنا أن نتعاون مع وزارة الصحة وبالخصوص مع المديرية العامة للوقاية الصحية لتجسيد وتعميم هذه المبادرة.”
وأضاف بن حركات أن المشروع يمثل مساهمة أخرى مهمة للمؤسسة، تتماشى مع غايتها في تحسين حياة الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول في الجزائر، مؤكداً على التزام الشركة بقيادة التغيير للتغلب على الأمراض المزمنة.
تكشف البيانات الطبية المحلية عن واقع مقلق، حيث تؤكد الدراسات الارتفاع الكبير في معدلات الإصابة بالسكري من النوع الأول وانخفاض سن الإصابة عند الأطفال دون 15 سنة في الجزائر، وهو تطور يرتبط أساساً بالمشاكل البيئية ويطرح تحديات جديدة أمام العائلات والفرق الطبية المختصة.