في خطوة أثارت موجة من الغضب والاستنكار، قامت السفارة الإسرائيلية في السنغال بكل وقاحة، بتوزيع أكثر من 50 خروفًا على عائلات فقيرة وجمعيات خيرية بمناسبة عيد الأضحى أو كما يسمى في السينغال (التاباسكي)، مثلما يوضحه موقع fondaskreyol.
ويأتي هذا “الكرم” المزعوم والمسموم، في وقت يواصل فيه الكيان الصهيوني ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، مما دفع العديد من الشخصيات الدينية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى وصف هذه المبادرة بأنها محاولة مكشوفة لتبييض صورة كيان الاحتلال.
من جهته، كان الإمام أحمدو مختار كانتي، إمام مسجد في داكار، من أوائل من نددوا بهذا الفعل المشين، معتبرًا أن “لا مسلم يجب أن يقبل خراف السفارة الإسرائيلية في داكار، تضامنًا مع الفلسطينيين”.
وأشار إلى أن هذه الخراف المقدمة من الصهاينة، تقدم باسم إسحاق عليه السلام، بينما يؤمن المسلمون بأن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام، مما يعد تحريفًا متعمدًا للرمزية الدينية.
كما دعا سيدى قسامة، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في السنغال، إلى مقاطعة هذه “الهدايا المسمومة”، مؤكدًا أنه “لا يجب على أي سنغالي قبول خراف التاباسكي من الدولة الإسرائيلية في داكار. هم مجرمون يصادرون أراضي الفلسطينيين ويدمرون منازلهم”.
وفي السياق، نظم التحالف السنغالي من أجل القضية الفلسطينية مسيرة حاشدة في داكار، طالب خلالها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني وطرد سفيرها من البلاد.
كما دعوا إلى فرض عقوبات جماعية على “إسرائيل “من قبل الاتحاد الإفريقي، وتقديم قادتها إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي ظل هذه الأحداث، يبقى العديد من السنغاليبن يتساءلون كيف يمكن لدولة ترتكب مجازر يومية في غزة أن تدعي الكرم والتضامن في داكار؟، فيما يمكن اعتبار هذه “الهدايا” محاولة يائسة لتلميع صورة مشوهة بدماء الأبرياء.
وبهذا يثبت الشعب السنغالي، المعروف بدعمه الثابت للقضية الفلسطينية، رفضه بأن يكون أداة في حملة دعائية تهدف إلى تبييض جرائم الاحتلال.
@ آلاء عمري