حققت الجزائر مفاجأة مدوية في قلب فرنسا، خلال مشاركتها في أول نسخة من “صالون الجزائر” الذي أقيم من 23 إلى 25 ماي 2025 في ملعب “غروباما ستاديوم” بمدينة ديكان قرب ليون.
وتحول المعرض الذي كان يهدف إلى التعريف بالثقافة والاقتصاد والسياحة الجزائرية، إلى حدث جماهيري استثنائي فاق كل التوقعات، حيث تقاطر عليه عشرات الآلاف من الزوار في مشهد غير مسبوق، ما اضطر المنظمين إلى إغلاق الأبواب وإلغاء بعض الفعاليات بسبب الزحام الكبير.
وحسب موقع Actu.fr ، فقد تم تسجيل إقبال قياسي يوم السبت، حيث امتلأت القاعات المخصصة للمعرض بسرعة هائلة، ما أدى إلى طوابير طويلة، وتوترات في صفوف الزوار، خاصة من جاءوا من مدن بعيدة مثل ستراسبورغ دون أن يتمكنوا من دخول المعرض.
وقد عبر كثيرون عن غضبهم من سوء التنظيم، فيما أبدى آخرون تفهمهم لصعوبة السيطرة على تدفق بهذا الحجم في أول دورة من نوعها.
وقد عبر الحضور الجماهيري الضخم عن عمق الروابط التي تربط الجزائريين المقيمين بفرنسا بوطنهم الأم، وأكد من جديد أن المهاجرين الجزائريين متعلقين بوطنهم الى أبعد الحدود.
وتضمن المعرض خمسة مجالات رئيسية وهي: العقار، السياحة، الصناعة، الحرف، والمنتجات الغذائية، ما يعكس تنوع العرض الجزائري وقدرته على المنافسة.
من جهة أخرى، لا يمكن إغفال السياق السياسي الذي جرى فيه هذا الحدث، في ظل توترات متصاعدة بين فرنسا والجزائر بشأن ملف الهجرة وقضية الكاتب المدعو بوعلام صنصال، ما يجعل هذا الإقبال الجماهيري بمثابة رسالة واضحة للفرنسيين، مفادها أن الجزائريين، شعب يحب وطنه، حتى وإن حاول البعض في الإعلام الفرنسي تقديم الحدث، على أنه فوضى عاشتها فرنسا أكثر منه نجاحًا جماهيريًا.
في النهاية، صالون الجزائر بليون كان ضربة مدوية في قلب فرنسا، وأظهر بوضوح أن الجزائر لا تحتاج إلى اعتراف رسمي لتفرض حضورها، بل يكفي أن يفتح لها المجال، لتكشف عن صورتها الحقيقية التي حاولت السياسة طمسها لعقود.