أصدرت مديرية التجارة لولاية سطيف في الجزائر قرارًا يمنع بشكل صارم استخدام المايونيز “المنزلية الصنع” في جميع محلات الأكل السريع والمطاعم وقاعات الحفلات وحتى محلات الحلويات.
ويدخل القرار حيز التنفيذ مع الدخول في فصل الصيف، حيث جاء كإجراء وقائي لمنع حالات التسمم الغذائي الجماعي، التي تشهد تزايدًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة، بعد أن تم تسجيل حالات تسمم خطيرة بسبب تلك المادة، فيما سجلت بعض المستشفيات حالات وفاة.
ويأتي هذا الإجراء في سياق ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، مما يجعل من بعض الأطعمة بيئة خصبة لنمو البكتيريا في حال لم تحترم شروط الحفظ والنظافة، وعلى رأسها المايونيز المصنعة محليًا والتي تحتوي في تركيبتها على بيض نيء وزيت، ما يجعلها سريعة التلف وخطرة على صحة المستهلكين.
وأوضحت السلطات أن هذا المنع يدخل في إطار سياسة وقائية لحماية الصحة العامة، خاصة وأن التهاون في تطبيق معايير السلامة الصحية قد يؤدي إلى إصابات جماعية خطيرة.
ولم يقتصر القرار فقط على المنع بل ترافق مع حملة تحسيسية موجهة لأصحاب المحلات والمتعاملين في قطاع الأغذية بضرورة احترام شروط النظافة والتبريد والتخزين.
وجاء هذا القرار الصارم مع تذكير رسمي من المديرية لكل أصحاب المطاعم والفضاءات الغذائية بضرورة التقيد بشروط السلامة الغذائية، وتوعدت الهيئة بإجراءات ردعية في حال المخالفة.
كما دعت المصالح المختصة إلى تكثيف عمليات الرقابة الميدانية، خاصة في هذه الفترة الحساسة التي تسبق موسم الاصطياف الذي يعرف إقبالًا كبيرًا على المطاعم ومحلات الأكل السريع.
وقد لقي القرار ردود فعل متباينة، حيث رحب به كثير من المواطنين باعتباره خطوة جريئة لحمايتهم من مخاطر صحية كبيرة، بينما اعتبره بعض أصحاب المطاعم إجراء متسرعًا سيؤثر على تنوع المذاق وجودة بعض الوجبات.
وفي انتظار تعميم هذا القرار على باقي الولايات في الجزائر، يبقى أن يتم الالتزام به فعليًا، كما ينتظر السلطات جهودًا أكبر لمراقبة تطبيقه ميدانيًا. ورغم أنه قد يبدو بسيطًا في ظاهره، إلا أن قرار منع المايونيز التقليدية يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مسؤولية ضمان صحة المواطنين خلال فصل الصيف.