أقدمت وزارة التربية الفرنسية، على توقيف أستاذة فيزياء عن العمل مؤقتا، لأنها “خالفت القوانين”، واستجابت لطلب إنساني من تلاميذها بتنظيم دقيقة صمت تكريما لضحايا غزة في قسمها. وهي الحادثة التي شهدتها ثانوية جانوت- كوري بمدينة سانس.
ويفضح المشهد انخراط فرنسا في المشروع الدموي مع “إسرائيل” رغم محاولات قصر الإليزيه إثبات ولاءه للأبرياء في غزة.
لكن وزارة التربية حسب صحيفة “لوفيغارو” لم تحتمل هذا الصمت الذي أزعج آذانها. وسارعت إلى مراقبة الأستاذة وتعليق عملها، بحجة خرق “مبدأ الحياد”.
اللافت أن نفس الوزارة، ونفس الدولة، لم تجد أي حرج في التعبير عن التضامن مع أوكرانيا، وشجعت المدارس على دقيقة صمت من أجل كييف ورفعت لأجلها الأعلام الزرقاء والصفراء. أما حين يتعلق الأمر بغزة، وبأطفال يسحقون تحت الأنقاض، يصبح الأمر “خرقا للحياد”.
من جهتها، وقفت النقابات التعليمية إلى جانب الأستاذة، مؤكدة أن ما قامت به هو عمل إنساني لا سياسي، وأن المبادرة جاءت من التلاميذ أنفسهم. لكن يبدو أن وزارة التربية لا تفرق بين غرس القيم وبين زرع التطرف الذي تخشاه.
إن ما جرى يفضح مرة أخرى مشروع فرنسا الذي لا يتبدل والذي يؤيد في عمقه الفكر الاستعماري، وما حدث لهذه الأستاذة لا يخصها لوحدها، بل هو تحذير إلى كل من تسول له نفسه في الدفاع عن أبرياء غزة، وهو دعوة في المقابل لإنكار معاناة الغزيين وغض الطرف عنها، فتحية احترام لتلك الأستاذة الشجاعة وأمثالها وتبا لفرنسا وأذيالها.
@ آلاء عمري