حبيبة هاشمي.. جدة جزائرية تبهر نيويورك بأطباق الوطن!

في قلب مدينة نيويورك وتحديدًا في منطقة ستاتين آيلاند، تبرز قصة امرأة جزائرية من وهران استطاعت أن تكون سفيرة مميزة للمطبخ الجزائري في أمريكا عبر فن الطبخ.

يتعلق الأمر بحبيبة هاشمي، المعلمة السابقة التي تحولت إلى طاهية استثنائية في مطعم صغير يحتفي بالجدات من مختلف الثقافات اللواتي يجمعهن حب الطبخ وتراث الأطباق المنزلية.

انطلقت فكرة المطعم في عام 2007 على يد رجل أمريكي من أصول إيطالية أراد أن يكرم جداته من خلال مساحة تتيح للكبار في السن طهي وصفاتهم التقليدية ومشاركة قصصهن.

وفي هذا المكان، لا نجد طهاة محترفين فقط، بل جدات يحملن بيدهن خبرة عمر وأسرار مطابخ تنقل دفء البيوت القديمة وحميمية اللقاءات العائلية.

والجدير بالذكر أن حبيبة، قضت أكثر من ثلاثين سنة في تعليم اللغة العربية، لكنها قررت في عام 2015 أن تخوض تجربة جديدة بعد انضمامها إلى ابنتها في نيويورك، حيث وجدت فرصة عمل كجدة شمال إفريقية، لتطبخ أكلات بلدها الجزائر، ومن هنا بدأت رحلتها في قلب هذا المطعم الذي أصبح لها فيه حضورها المميز، حيث تحضر أطباقًا تقليدية مثل الكسكس، الطاجين، السلطة المشوية وغيرها، لتقدم بها قصصًا تتحدث عن وطنها وأصالته.

لكن وراء هذه السعادة التي تمنحها حبيبة للزبائن، يكمن شعور بالحزن والحنين لعائلتها التي تركتها في الجزائر، خاصة لأبنائها الثلاثة الذين تحن لرؤيتهم يشرح موقع taste of usa لكنها رغم ذلك ترى في المطعم مساحة تواصل وتبادل ثقافي غني، تعلمت من خلاله اللغة الإنجليزية ومكنت زبائنها من الاقتراب أكثر من ثقافتها الجزائرية.

وقد عبرت حبيبة عن سعادتها بهذا العمل الذي جمع بين متعة الطبخ واكتساب مهارات جديدة، مؤكدة أن كل طبق تقدمه هو رسالة حب وكرم من المطبخ الجزائري. أين يجمع هذا المطعم بين نكهات العالم وروح العائلة، ما يجعل من كل وجبة احتفالًا بالتنوع الثقافي.

وعلى هذا الأساس نصل إلى أن حبيبة هاشمي ليست مجرد طاهية، بل سفيرة حقيقية لتراثها، تحيي من خلال وصفاتها التراث الجزائري الأصيل وتمنح لزوار نيويورك فرصة استثنائية لاكتشاف نكهات تحمل عبق التاريخ ودفء العائلة.

كما أن قصة حبيبة تذكرنا بأن الطعام قادر على بناء جسور بين الناس مهما اختلفت أصولهم وأعمارهم، وأن العطاء الحقيقي مصدره حب الوطن والرغبة في العطاء.

@ آلاء عمري