الجزائرالٱن _ حذّر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، اليوم الثلاثاء، من أنّ سقوط الحكومة المؤقتة في سوريا بات “مسألة أسابيع وليس شهورًا”، في ظلّ تدهور الأوضاع الأمنية وتصاعد تهديد الجماعات المسلحة في البلاد.
وفي مداخلة أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قال روبيو إنّ قرار افتتاح سفارة أمريكية في سوريا لا يزال مجمّدًا بسبب ما وصفه بـ”الخطر الحقيقي” الذي تمثله الفصائل المسلحة النشطة على الأرض. وأوضح: “لا يتعلق الأمر بالحكومة المؤقتة بحد ذاتها، بل بالمخاطر المحيطة بها. علينا أن نضع خططًا مسبقة ليس فقط لحماية من يدخل سوريا، بل أيضًا من قد نُضطر لإجلائهم منها”.
وأشار الوزير إلى أنّ بلاده تدرس جميع السيناريوهات، بما في ذلك انهيار السلطة الانتقالية وانزلاق الوضع نحو حرب أهلية شاملة. واعتبر أن الولايات المتحدة مطالبة باتخاذ خطوات احترازية لحماية مصالحها وموظفيها على الأرض، دون أن يوضح طبيعة الإجراءات المرتقبة.
في المقابل، عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن قلق بلاده مما وصفه بـ”عمليات تطهير عرقي ترتكبها جماعات مسلحة متطرفة في سوريا”، على خلفيات عرقية ودينية. وقال لافروف، خلال مناسبة دينية في موسكو: “ما يحدث في بعض مناطق سوريا مقلق للغاية. عمليات القتل الجماعي والتصفية على أساس الهوية لا يمكن السكوت عنها”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد الساحل السوري تصاعدًا غير مسبوق في أعمال العنف، بعد سيطرة فصيل مسلح يُدعى “درع الساحل” على عدد من البلدات والمواقع العسكرية، بينها مطار سطامو بريف اللاذقية، وسط اتهامات لمجموعات مسلّحة بـارتكاب انتهاكات خطيرة ضد المدنيين، بحسب تقارير واردة من المنطقة.
وكانت الحكومة الانتقالية السورية قد اعترفت في وقت سابق بوقوع “تجاوزات ميدانية” من قبل ما وصفته بـ”مجموعات غير منضبطة”، دون أن تقدم تفاصيل حول مدى سيطرتها على الوضع في المناطق المضطربة.