آخر الأخبار

روتايو على رأس "الجمهوريين": عدوّ الجزائر يتقدّم

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ صعود برونو روتايو إلى رئاسة حزب الجمهوريين الفرنسي ليس تفصيلاً في المشهد السياسي، بل محطة مفصلية تُنذر بتصعيد غير مسبوق في الخطاب العدائي تجاه الجزائر. روتايو ليس مجرد يميني كلاسيكي، بل شخصية تغرف من معين التطرف، تبني مشروعها السياسي على استهداف الإسلام والجالية الجزائرية، وتغذي أوهام الهيمنة الاستعمارية في خطاب معادٍ يتجاوز الحسابات الانتخابية إلى ما يشبه العقيدة.

هذا الرجل لم يخف يوماً عداءه للجزائر. هاجمها في كل المناسبات، واعتبرها دولة “تُهين فرنسا” حين رفضت استقبال المطرودين من المهاجرين، ورفض الانصياع لمنطق الحوار في ملف الذاكرة، واصفاً العلاقات الثنائية بأنها مرهونة بابتزاز تاريخي جزائري يجب كسره. وفي خضم تصاعد الإسلاموفوبيا بفرنسا، كان روتايو في الصفوف الأولى، محرّضًا على الجالية، ملوّحًا بسيف الهوية الفرنسية الخالصة، وداعيًا لتشديد منح الجنسية، وتقليص التأشيرات، ومحاصرة الجزائريين ثقافيًا ووجوديًا.

وجود روتايو على رأس تشكيل تقليدي مثل حزب الجمهوريين يعطي غطاءً مؤسساتيًا لهذا النوع من الخطاب، ويحوّله من موقف سياسي إلى سياسة محتملة. خطورته لا تكمن فقط في الأفكار التي يروّج لها، بل في كونه مرشحًا محتملاً لرئاسيات 2027، بما يجعل الجزائر في مواجهة مشروع دولة، لا مجرد خصومة حزبية. نحن أمام رجل يعتبر العلاقة مع الجزائر عبئًا، والتاريخ المشترك عقدة يجب التخلّص منها، وليس مصدرًا للتفاهم أو الحوار.

في هذا السياق، لا يمكن أن تبقى الجزائر في موقع المتفرّج. الصمت قد يُفهم كتحفّظ دبلوماسي، لكنه لا يكفي. يجب الاستعداد سياسيًا وإعلاميًا وديبلوماسيًا لمرحلة فرنسية جديدة يتصدرها خطاب استعلائي، تزداد فيه الأصوات المطالبة بمراجعة الاتفاقيات الثنائية، وبإعادة النظر في التعامل مع الجزائر باعتبارها شريكًا متكافئًا. والرهان على جناح عاقل داخل الجمهوريين أو في محيط الدولة الفرنسية يبدو ضعيفًا، لأن المزايدة أصبحت هي العملة الوحيدة الرائجة في يمين ما بعد ماكرون.

روتايو ليس شخصية عابرة، بل تجسيد لمزاج سياسي عنيف، يحمل في طيّاته مشروع إهانة معلنة للجزائر وتاريخها وجاليتها. والتعامل مع هذا الواقع يتطلب وضوحًا في الموقف، لا مجاملة. إذا وُصف هذا الرجل بأنه “نصر لليمين”، فهو في الحقيقة تهديد للعلاقات، ولما تبقى من رصيد الثقة بين الجزائر وباريس.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا