آخر الأخبار

هكذا سقطت فخر الصناعة الفرنسية في معركة كشمير

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ لطالما روّجت فرنسا لمقاتلتها “رافال” باعتبارها درّة التاج في صناعتها الدفاعية، و”فخر الصناعة العسكرية الفرنسية”، بل إن شركة “داسو للطيران” لم تتوانَ عن تصويرها كمنصة لا تضاهى في سماء المعارك بفضل قدراتها التكنولوجية المتقدمة وأنظمة الحرب الإلكترونية عالية الدقة.

لكن المواجهة الأخيرة بين الهند وباكستان كشفت وجهاً آخر لهذه الطائرة التي كلّفت نيودلهي المليارات.

قبل أيام من اندلاع المواجهة في كشمير، وتحديدًا في 28 أفريل 2025، وقّعت الهند صفقة جديدة مع فرنسا لشراء 26 طائرة “رافال مارين” بقيمة 7.4 مليار دولار، مخصصة للبحرية الهندية. وبذلك يصل عدد الطائرات الفرنسية في الترسانة الهندية إلى 62 طائرة (36 برية + 26 بحرية). صفقة تعدّت حدود المنطق، حسب ما جاء في تقرير “عربي بوست”، إذ بلغ متوسط تكلفة الطائرة الواحدة أكثر من 284 مليون دولار، متضمنة تكاليف الأسلحة والتدريب والبنية التحتية. ورغم هذا الثمن الباهظ، لم تستطع الرافال إثبات تفوقها في اختبار حقيقي.

أداء مثير للجدل في المعركة

خلال التصعيد العسكري مع باكستان في أواخر أفريل، عوّلت الهند على طائرات الرافال لتحقيق التفوق الجوي. إلا أن أداءها كان باهتًا مقارنة بما وُعدت به. فالمقاتلة التي يُفترض أنها تتميز بأنظمة حرب إلكترونية من طراز SPECTRA، ورادار متطور من نوع RBE2، لم تستطع تفادي الرصد من رادارات باكستانية حديثة، كما لم تمنح القوات الجوية الهندية اليد العليا.

ليست شبحية.. وتكلف كثيرًا

يرى محللون أن أكبر نقاط ضعف الرافال تكمن في كونها ليست مقاتلة شبحية، ما يجعلها عرضة للرادارات الحديثة والصواريخ الجو-جو البعيدة المدى مثل PL-15 الصينية. كما أن اعتمادها المفرط على أنظمة إلكترونية معقدة قد يتحول إلى عبء، خصوصاً إذا لم يتم استغلالها بكفاءة من قبل الطيارين.

ورغم تحديثها في نسختها الأحدث F3-R، وإضافة صواريخ Meteor ونظام التصويب بالخوذة DASH، إلا أن هذه الميزات لم تُترجم إلى تفوق ميداني. يضاف إلى ذلك أن تكلفة ساعة الطيران الواحدة تصل إلى 15 ألف أورو، ما يجعلها غير اقتصادية حتى في العمليات الروتينية.

سقوط الأسطورة؟

المعركة الأخيرة تسببت في تقويض الصورة الدعائية التي روجت لها باريس لسنوات. فخلافًا لما رُوّج له، أثبتت المواجهة أن “رافال” ليست إلا مقاتلة تقليدية باهظة الثمن، يمكن رصدها وإسقاطها بسهولة في ظل التقنيات الحديثة.

وقد أثارت هذه النتائج تساؤلات حول الجدوى من الاستثمارات الضخمة في مقاتلات فرنسية لا تقدم بالضرورة ميزة استراتيجية نوعية، في وقت تتجه فيه دول عدة نحو الطائرات الشبحية أو الأنظمة الجوية المسيّرة الأرخص والأكثر مرونة.

المستخدمون.. ومراجعة الحسابات

إلى جانب الهند، تستخدم عدة دول أخرى طائرات رافال، من بينها فرنسا (150 طائرة)، مصر (54)، قطر (36)، اليونان (24)، كرواتيا (12)، الإمارات (80)، إندونيسيا (42)، وصربيا التي وقّعت مؤخرًا صفقة لـ12 طائرة.

لكن بعد ما حدث في كشمير، قد تجد هذه الدول نفسها أمام مراجعة ضرورية لحسابات التسليح، خاصة إذا كانت تبحث عن مقاتلات توفر فعلياً توازن الردع، لا مجرد واجهة دعائية لصناعة تتآكل تحت ضغط الميدان.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا