حذّر الطبيب الصيدلاني الجزائري سمير بلعلوي على صفحته في موقع فيسبوك من الاستخدام العشوائي والخطير لكريم “بيتازون” الذي بات الكثيرون يلجأون إليه بغرض تفتيح البشرة، دون وعي بحقيقة تركيبته الدوائية أو أضراره الجسيمة على المدى الطويل.
وأكد بلعلوي أن “بيتازون” ليس منتجًا تجميليًا كما يعتقد البعض، بل هو دواء يحتوي على مادة “بيتاميتازون”، وهي أحد أقوى مركبات الكورتيزون، تستخدم لعلاج حالات جلدية معينة مثل الإكزيما، الصدفية، أو التهابات الجلد الشديدة، وتصرف فقط بوصفة طبية وتحت إشراف طبي صارم.
وأضاف أن استخدام هذا النوع من الكريمات بشكل عشوائي على بشرة الوجه، خاصة بغرض التفتيح، قد يؤدي إلى نتائج كارثية تبدأ بترقق الجلد، وظهور التصبغات، وظهور الشعيرات الدموية بشكل واضح، وتصل أحيانًا إلى التقرحات، الالتهابات الدائمة، وحتى الإدمان الجلدي على الكورتيزون، حيث تصبح البشرة غير قادرة على الاستغناء عنه دون أن تلتهب أو تتضرر.
ورغم التحذيرات الطبية المتكررة، لا تزال منصات التواصل الاجتماعي ومجموعات “نصائح الجمال” تروج لهذه المنتجات على أنها حلول سحرية لتفتيح البشرة وتوحيد اللون، متجاهلة الآثار الجانبية القاسية والخطيرة على صحة الجلد.
وحسب مختصين في الأمراض الجلدية، فإن الكريمات التي تحتوي على الكورتيزون يجب ألا تستخدم لأكثر من أسبوعين، وبكميات ضئيلة، وتحت مراقبة طبية صارمة، مشيرين إلى أن ما يحدث اليوم من سوء استخدام يمثل كارثة صحية صامتة تستدعي تدخل الجهات المختصة.
من جهته، دعا بلعلوي جميع مستعملي هذا النوع من الكريمات إلى التوقف الفوري عن استخدامها، ومراجعة طبيب الجلد لتشخيص حالتهم بشكل دقيق، محذرًا من خطورة التقليد الأعمى للوصفات المنتشرة على الإنترنت والتي قد تبدو مغرية بنتائجها السريعة، لكنها تحمل في طياتها أضرارًا لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
وختم الطبيب رسالته بدعوة إلى التوعية، قائلًا: “البشرة ليست حقل تجارب، وكل ما يلمع ليس ذهبًا. لا تبحثوا عن الجمال المؤقت على حساب سلامتكم. ثقوا بالطب، لا بخرافات الإنترنت”.
@ آلاء عمري