الجزائرالٱن _ في خطوة غير تقليدية من فنان عالمي، رفع دي جي سنايك، أحد أبرز الأسماء في مجال الموسيقى الإلكترونية، شعار “تحيا الجزائر” خلال حفل ضخم أقيم مساء السبت الماضي في ملعب سان دوني بباريس، أمام جمهور حماسي تجاوز 80 ألف متفرج. هذا التصرف، الذي حمل بعدًا شخصيًا عميقًا، لاقى تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا في ظل التوترات السياسية بين الجزائر وفرنسا التي تشهدها الفترة الأخيرة.
الحفل الذي أقامه سنايك لم يكن مجرد عرض موسيقي، بل تحوّل إلى لحظة رمزية جمعت بين الفن والمواقف الإنسانية. الفنان، الذي ينحدر من أصول جزائرية، اختار أن يعبّر عن انتمائه وتضامنه مع بلده الأم، رغم التوترات السياسية التي تطغى على العلاقة بين الجزائر وفرنسا. هذا الهتاف الذي نطق به من قلب أحد أكبر الملاعب الفرنسية، جعل الجميع يدرك أن الفن يمكن أن يتجاوز حدود الموسيقى ليصبح منصة للتعبير عن المواقف والمشاعر الشخصية في أوقات الأزمات.
صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أكدت أن العرض الموسيقي الذي قدّمه دي جي سنايك كان “تاريخيًا”، إذ امتلأ الملعب منذ اللحظات الأولى لفتح أبواب التذاكر، مما يعكس الشعبية العالمية التي يتمتع بها الفنان على الساحة الفنية الدولية.
وبينما كان الحفل يشهد تفاعلًا جماهيريًا غير مسبوق، قدّم سنايك باقة من أشهر أغانيه وسط عرض ضخم من المؤثرات البصرية والسمعية، مما جعل هذا الحفل يُصنف كأحد أضخم العروض الموسيقية الإلكترونية في ملعب بهذا الحجم.
في وقت سابق، أعرب دي جي سنايك عن قلقه من توتر العلاقة بين الجزائر وفرنسا، قائلًا: “أشعر وكأن أبي وأمي يتشاجران وأنا في المنتصف”. كانت هذه الكلمات بمثابة تعبير عن خلفيته الثقافية المتنوعة وتأثره العاطفي بالأزمة بين البلدين.
من خلال هذا الحفل، أثبت دي جي سنايك مرة أخرى أن الفن، في أسمى تجلياته، لا يقتصر على الترفيه فحسب، بل يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن المواقف الإنسانية، والتأكيد على أهمية الوحدة والروح الإنسانية في أحلك الظروف السياسية.