الجزائرالٱن _ في مهرجان مثير للجدل أُقيم في مدينة تاراغونا الإسبانية، تم الاحتفال بممارسات ثقافية مغربية تحت رعاية السفارة المغربية في إسبانيا وبلدية المدينة، وعلى الرغم من الترويج لهذا الحدث كاحتفال بالثقافة المغربية، إلا أن الصحافة الإسبانية كشفت عن أبعاد سياسية خفية وراء هذا المهرجان الذي يهدف إلى “تبييض الاحتلال” المغربي في الصحراء الغربية.
صحيفة “إل إنديبينديينتي” ذائعة الصيت، هاجمت المهرجان في مقال لها بعنوان : “مهرجان مزعوم في تاراغونا يحتفل بالمسيرة الخضراء: تبييض الاحتلال في الصحراء الغربية”.
في مقالها، اعتبرت الصحيفة أن المهرجان لم يكن مجرد حدث ثقافي، بل كان جزءًا من حملة سياسية تهدف إلى ترويج الرواية المغربية حول الصحراء الغربية، التي لا يزال وضعها الدولي محل نزاع.
تبدأ الصحيفة بالإشارة إلى أن الحدث، الذي تم تنظيمه تحت شعار “مهرجان المغرب في تاراغونا”، شهد مشاركة كبيرة من قبل السفارة المغربية في إسبانيا وبلدية المدينة، التي يسيطر عليها الحزب الاشتراكي الإسباني. وذكرت الصحيفة أنّ هذا المهرجان، الذي تضمن أنشطة ثقافية مثل عروض القفاطين المغربية واحتفالات بالزفاف التقليدي، لم يكن سوى ستار لتغطية هدفه السياسي. وفقًا للصحيفة، فإن المهرجان كان فرصة لترويج فكرة “مغربية الصحراء الغربية”، وهو ما يصفه الصحافي والناشط الصحراوي علي سالم بـ “تبييض الاحتلال”.
وأضافت الصحيفة أن الحفل شهد حضور عدد من الشخصيات السياسية الإسبانية البارزة، مثل روبن فينياليس، عمدة تاراغونا، الذي تحدث عن “الاندماج المغربي” في المدينة و”روابط الأخوة” بين تاراغونا ومدينة طنجة المغربية، وهو ما اعتبرته الصحيفة بمثابة دعم ضمني للرواية المغربية حول الصحراء الغربية.
تسويق الاحتلال عبر الثقافة
وعلى الرغم من أن المنظمين قدموا المهرجان كحدث ثقافي يهدف إلى تعزيز “العلاقات التاريخية” بين إسبانيا والمغرب، فقد اعتبرته صحيفة “إل إنديبينديينتي” محاولة لإضفاء الشرعية على الاحتلال المغربي للصحراء الغربية. وأكدت الصحيفة أن المهرجان كان محاطًا برسائل سياسية تروج للسلطة المغربية على الأراضي الصحراوية.
وذكرت الصحيفة أيضًا أن المهرجان شهد غناء الفنانتين سعيده شرف ورشيدة طلال، اللتين تتمتعان بشعبية واسعة في المغرب، والتي تغنيان عن “المغربية” للصحراء الغربية. هذه الفنانات، كما ورد في المقال، يُنظر إليهن على أنهن جزء من حملة دعائية تسعى لتجميل الاحتلال المغربي، باعتبارهن “فنانات من الأراضي الجنوبية” في إشارة إلى الصحراء الغربية.
الحضور السياسي والأمني الإسباني
وقالت الصحيفة إنّ المهرجان شهد أيضًا حضور شخصيات من المؤسسات السياسية الإسبانية، مثل كارلوس بريتو غوميز، مندوب الحكومة الإسبانية في كتالونيا، الذي وصف المهرجان بـ “نافذة مفتوحة على الثقافة المغربية” واحتفل بتنوعها الثقافي. في الوقت نفسه، استغربت الصحيفة من هذا النوع من التصريحات التي من شأنها أن تدعم رواية المغرب في وقت تُعتبر فيه قضية الصحراء الغربية من أهم القضايا الشائكة في العلاقات بين المغرب وإسبانيا.
وفي ختام مقالها، قالت الصحيفة إنّ المهرجان لا يعدو كونه جزءًا من هجوم مغربي إعلامي وسياسي، يهدف إلى نشر الرواية المغربية من خلال الثقافة والفن. وأشارت إلى أن هذه الفعاليات تستهدف تجنيد وتعبئة الجاليات المغربية في الخارج لدعم هذا المشروع السياسي.