بادرت وزارة التعليم العالي إلى طرح مشروع مبتكر يهدف إلى معالجة مشكلة الوزن الزائد للحقائب المدرسية، التي كانت تؤرق التلاميذ والأهل على حد سواء.
وجاءت هذه الفكرة في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، حيث سعت الوزارة إلى ضمان استمرارية التعليم من خلال التحول نحو المنصات الرقمية.
من جهته، كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، في زيارة له إلى جامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله، النقاب عن مشروع “الكتاب الرقمي” الذي تم تطويره خصيصًا لتلاميذ الصف الأول ابتدائي.
يتضمن هذا الكتاب الرقمي في شكله الجديد إمكانية الوصول إلى جميع الدروس بطريقة تفاعلية عبر جهاز لوحي، مما يسهل على التلاميذ التعلم دون الحاجة إلى الحمل الثقيل للكتب الورقية.
يمثل هذا التوجه خطوة استراتيجية ضمن خطة الحكومة الجزائرية لإدخال التكنولوجيا في التعليم، حيث أكد وزير التعليم العالي أن هذا المشروع سيساهم في تخفيف الأعباء الصحية والنفسية على التلاميذ.
ويتضمن الكتاب الرقمي ميزات فريدة مثل الدعم الصوتي الذي يساعد في تعليم الحروف والأصوات والكلمات، مما يسهل على التلاميذ فهم الدروس.
كما أفادت مديرة المركز العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية، غنية حمداني، بأن هذا المشروع لا يقتصر على تطوير كتاب اللغة العربية بل يمتد ليشمل جميع المواد الدراسية الصفية في المستقبل، مما يمهد الطريق نحو إلغاء الحاجة إلى الكتب الورقية كلية، وبذلك ستحرر حقائب التلاميذ من الأعباء الثقيلة، الأمر الذي يعتبر تقدمًا كبيرًا في تطوير التعليم في الجزائر.
كما تم تقديم عدة مشاريع أخرى تهتم بالصحة المدرسية، بما في ذلك تطبيقات إلكترونية تعنى بالتعرف المبكر على صعوبات التعلم مثل عسر القراءة والاضطرابات الأخرى، مما يعكس التزام الجزائر بتحسين جودة التعليم وضمان صحة التلاميذ.
ومن المؤكد أن هذه الخطوات تشكل طريقًا نحو مستقبل تعليمي أفضل في الجزائر، حيث تلتزم الجزائر بتبني أحدث التقنيات للارتقاء بمستوى التعليم وتحقيق النجاح الأكاديمي للطلاب.