الجزائرالٱن _ في خطوة تعكس الطابع القمعي للمجلس العسكري الحاكم في مالي، شنّت أجهزة الأمن حملة دهم واختطافات طالت شخصيات سياسية معارضة، في تصعيد خطير ينذر بتضييق جديد على الحريات السياسية ويؤكد استمرار النهج السلطوي الذي فرضه العسكر منذ انقلاب 2021.
وأكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن اثنين من قادة المعارضة اختُطفا يوم الخميس الماضي على يد عناصر مسلحة ملثّمة ترتدي زي الدرك الوطني، وتستقل سيارات مدنية بلا لوحات تعريف، في مؤشر واضح على استخدام أدوات الدولة لقمع الخصوم السياسيين خارج القانون.
ويتعلق الأمر بالبشير تيام، الناشط البارز في حزب “ييليما”، وآلاسان أبا، الأمين العام لحزب “كوديم” ونائب رئيس ائتلاف المعارضة. وأفاد أقارب المخطوفين بأنهم بحثوا عنهم في مختلف المراكز الأمنية والدرك دون أن يتمكنوا من معرفة مصيرهم أو أماكن احتجازهم.
وتأتي هذه الحملة في سياق نهج استبدادي يتبعه المجلس العسكري الذي استولى على الحكم بانقلاب، ويسعى إلى إسكات الأصوات الحرة وترهيب الفاعلين السياسيين، ضاربًا عرض الحائط بأبسط مبادئ حقوق الإنسان والضمانات الدستورية. ويُعدّ استمرار هذه الممارسات دليلاً على غياب الإرادة لدى السلطات الانتقالية للعودة إلى المسار الديمقراطي، في وقت يعيش فيه الشعب المالي تحت وطأة الخوف والانهيار المؤسساتي.