آخر الأخبار

بارو يتباكى على تجميد العلاقات ويتجاهل تاريخ بلاده الدموي في الجزائر

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ في استمرار لمحاولات باريس التهرب من مسؤوليتها التاريخية والسياسية تجاه الجزائر، خرج وزير الخارجية الفرنسي، جون نويل بارو، الأحد، بتصريحات تتباكى على “تجميد العلاقات” بين البلدين، متناسيا أنّ بلاده هي من صنعت الأزمة بسياساتها الاستعلائية وتدخلاتها المستفزة.

وفي مقابلة إعلامية مع ثلاث مؤسسات فرنسية (فرانس إنتر، فرانس تلفزيون، لوموند)، حاول بارو إلقاء اللوم على الجزائر، متحدثًا عن “الطرد المفاجئ” لاثني عشر موظفًا فرنسيًا من الجزائر منتصف أفريل، بينما تجاهل عمدا السياق الكامل لهذا القرار السيادي، الذي جاء ردًا على تحركات فرنسية مشبوهة لا تحترم الأعراف الدبلوماسية ولا السيادة الجزائرية.

وفي محاولة لتبييض صفحة فرنسا الاستعمارية، أشار الوزير الفرنسي إلى أن سفارة بلاده في الجزائر وضعت إكليلا من الزهور تخليدًا لذكرى مجازر سطيف، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الفرنسي في 8 ماي 1945، وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الجزائريين العزّل. لكن مثل هذه الإشارات الرمزية لم تعد تقنع أحدًا، خاصة في ظل تعنت باريس في تقديم اعتذار رسمي عن جرائمها الاستعمارية، واستمرارها في تجاهل الذاكرة الوطنية الجزائرية والاكتفاء بـ”منطق انتقائي” لما تسميه “ذاكرة الحقيقة”.

ورغم زيارة بعض النواب الفرنسيين من أحزاب يسارية ووسطية إلى الجزائر بمناسبة الذكرى، إلا أن باريس لم تُبدِ أي نية حقيقية في تصحيح علاقاتها مع الجزائر، حيث لا يزال السفير الفرنسي ستيفان روماتي قابعًا في باريس منذ استدعائه بطلب من الرئيس إيمانويل ماكرون، دون أن يُحدد بعد موعد لعودته.

وفي خطاب اتسم بالتحامل، اتهم بارو السلطات الجزائرية باتخاذ قرار “مفاجئ” بطرد موظفين فرنسيين، قائلاً إنهم “اضطروا لترك عائلاتهم وأطفالهم”، في محاولة مكشوفة للعب بورقة العاطفة، بينما تتغاضى باريس عن سنوات الاستعمار والقمع والنفي والقتل الجماعي الذي مارسته في حق الجزائريين، دون أن تظهر قط تعاطفًا أو ندمًا حقيقيًا.

أما في ما يخص الرد الفرنسي، فقد أشار الوزير إلى فرض قيود على “حركة شخصيات جزائرية بارزة” مطلع السنة، في خطوة انتقامية كشفت هشاشة الموقف الفرنسي وازدواجية معاييره، قبل أن يلوّح باتخاذ “تدابير إضافية” دون الإفصاح عنها، بما يكشف عن روح استعمارية لم تغادر عقل الدولة الفرنسية.

ورغم حديثه عن “الدبلوماسية”، فإن خطاب بارو يؤكد مجددًا أن باريس لم تتخل بعد عن عقلية الوصاية، ولا تزال تنظر إلى الجزائر من منظور القوة الاستعمارية التي ترفض قبول واقع التغيير.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا