الجزائرالٱن _ توجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون برسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة المخلد للذكرى الـ80 لمجازر الثامن ماي 1945 – 2025.
وقال رئيس الجمهورية في رسالته:
أيتها المواطنات، أيها المواطنون، يحتفي الشعب الجزائري في الـ08 ماي – باعتزاز – بذكرى انتفاضة شعبية فاصلة، اقتربت بنضالات الحركة الوطنية على مدى عقود إلى لحظة تاريخية حاسمة.. والتحول إلى جبهة الكفاح المسلح، الذي غدا سبيلا لا بديل عنه للخلاصمن استعمار دموي سجل عليه تاريخ البشرية حصيلة أزيد من قرن من الانتهاكات الفظيعة في حق الشعب الجزائري
في هذا اليوم الوطني المخلد للذكرى الـ80 لمظاهرات 08 ماي 1945، يقف الجزائريات والجزائريون عند هذه الذكرى التي تبرز حجم وقساوة المعاناة التي تكبدها شعب مقاوم معتز بشدة بأسه بالأمس واليوم وغدا في دفع العدوان عن أرضنا الطاهرة وبصبره وسخاء دمه فداء للوطن
ما أصدق مظاهرات الـ08 من ماي في التعبير عن تعلق الشعب الجزائري بالحرية والكرامة والأنفة، وهو يخرج قبل ثمانين عاما مواجها أبشع جرائم الإبادة، والجرائم ضد الإنسانية في العصر الحديث، مضحيا بأكثر من 45.000 شهيد في سبيل الحرية والإنعتاق
إن إحياء هذه الذكرى الأليمة بروح الوفاء لأسلافنا الذين تحملوا أهوالاً ومآس مدمرة للإنسان والأرض، هو وجه للثبات على حفظ أمانة الشهداء، يرسخ في الوجدان طبيعة الهوية الوطنية، التي تشكل عمقها، وتبلورت ملامحها من مقاومات ونضالات وكفاح أجيال تربطها جسور التواصل ويجمعها حب الوطن
ما هذه اللحظة المؤثرة التي تعود فيها ذكرى استشهاد عشرات الآلاف من أعز أبناء هذا الوطن في كل من سطيف وخراطة وقالمة وعين تموشنت وغيرها، إلا تصديقا لطبع متأصل في الشعب الجزائري الممجد لتاريخه ووطنه وحريته.
إن الجزائر السيدة، الأبية والمنتصرة تبني صرح حاضرها، وتتطلع بالعزم والعمل إلى مزيد من التنمية المستدامة.. تدفعها اليوم إرادة الوطنيين الغيورين على وطنهم العاملين – في هذه المرحلة الدقيقة – على حشد قدراتها لتثبيت مكانتها إقليميا وعالميا.. يسندها رصيد تاريخي باعث لفخر الشعب الجزائري المجبول على الشجاعة.. وإعلاء مبادئ الحق والحرية وتمسكا بحق شعبها، واعتبارا لقداسة إرث المقاومة والكفاح.. وارتباطا بنهج نوفمبر ورسالة الشهداء الأبدية فإن الجزائر لا تقبل – إطلاقا – أن يكون ملف الذاكرة عرضة للتناسي والإنكار
إنّ الشعب الجزائري الذي صنع بالأمس من المعاناة والتضحيات أمجادا، لن توقف مسيرته صعوبة التحديات وسيزداد عزما في مواجهة الناقمين على مبادئنا واستقلال قرارنا الوطني وإفشال مكائدهم بمواصلة التقدم على طريق تحقيق الإنجازات الكبرى للبنية التحتية في كل المناطق وتجسيد إستراتيجية وضع اقتصادنا على مسار جديد للاستثمار الرشيد في مقدرات الجزائر الهائلة.. والارتقاء بمستويات رفاه الشعب الجزائري، الذي انتصر بعبقريته في كل المراحل على الصعوبات، كما تعلم من تاريخه.. ومن الشهداء الذين نترحم على أرواحهم الطاهرة في هذه المناسبة الخالدة..
“تحيا الجزائر” المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.