قصة جزائري.. من "حراق" لطاهٍ للرؤساء والنجوم بباريس!

تحول شاب جزائري، دخل فرنسا بطريقة غير نظامية إلى أسطورة في الطبخ العالمي بالعاصمة الفرنسية باريس، وسطع نجم الشيف الجزائري عيسى بن عيجر، ليتحول إلى أحد أبرز الطهاة في قصور باريس الفاخرة، أين أصبح يبدع في تقديم أطباق مميزة لأسماء لامعة في السياسة والفن العالمي.

ينحدر عيسى من بلدية أميزور بولاية بجاية، وبدأت رحلته في عالم الطبخ مبكرا، حيث التحق بفندق الأوراسي وتلقى تكوينا دام خمس سنوات، مكنه من بناء قاعدة صلبة في تقنيات المطبخ الفاخر. لم يكن الطريق مفروشا بالورود، فبعد وفاة جده قرر أن يشد الرحال نحو فرنسا، وهو في الثالثة والعشرين من عمره، مدفوعا بطموح لا يلين رغم أنه دخل البلاد بدون وثائق إقامة.

واجه الشاب الجزائري تسع سنوات من الغموض القانوني والعمل في الظل، تحمل خلالها الصعوبات التي يواجهها كل مهاجر غير نظامي، أو كما يعرف باسم “الحراڨ” لكنه لم يتراجع، بل عمل في الخفاء وأثبت موهبته في أرقى المطابخ الباريسية، إلى أن حصل على بطاقة الإقامة والبطاقة المهنية التي فتحت أمامه أبواب الفنادق الفاخرة والمطاعم الراقية.

تلقى عيسى تكوينا مهنيا على يد كبار الطهاة الفرنسيين، على غرار برونو غيريه وبيير غانيير، وأبدع في مطاعم مثل لو غران كاريون وفوكيت، كما عمل في فندق رويال مانسو، حيث أعد وجبات خاصة لشخصيات معروفة مثل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي والنجم العالمي براد بيت خلال حفل جوائز السيزار عام 2019.

رغم المجد الذي بلغه، لم ينس عيسى جذوره ولا أبناء بلده. فقد أطلق مطعمه الخاص بباريس، واضعا نصب عينيه هدفا نبيلا، وهو جعل المطبخ الفرنسي الراقي متاحا للجميع، بأسعار معقولة، دون المساس بالجودة أو الذوق الرفيع.

يظل عيسى يتحدث دائما عن جذوره ومسقط رأسه ببجاية، ويتوقف تحديدا عند ذكرى جده الذي يقول بأنه دفعه بتشجيعاته للمضي قدما وتحقيق أحلامه، مهما كانت الصعوبات، وهو ما يجعل عيسى يعبر عن امتنانه الكبير لهذا الجد الطيب، بل أنه يهدي نجاحه لذكراه الجميلة.

قصة عيسى بن عيجر ليست مجرد نجاح فردي، بل شهادة حية على أن الشاب الجزائري، متى توفر له الحد الأدنى من الفرص، قادر على اقتحام ميادين التميز في قلب العواصم العالمية، ورفع راية بلده عاليا في مجالات لا تقتصر على السياسة أو الرياضة فحسب، بل تمتد إلى فن الطبخ الذي أصبح فيه سفيرا غير رسمي للجزائر.

@ آلاء عمري