الكويت تقتدي بسوناطراك لتعزيز إنتاجها النفطي

الجزائرالٱن _ في خطوة تعكس التأثير المتزايد للدبلوماسية الصناعية الجزائرية، أبرمت مؤسسة البترول الكويتية عقدًا مع شركة فالوريك (Vallourec) الفرنسية لتوريد أنابيب فولاذية متخصصة تُستعمل في عمليات استخراج النفط والغاز، في إطار استراتيجية كويتية تهدف إلى رفع الإنتاج في السنوات المقبلة.

ورغم أن الصفقة الكويتية تُقدّر قيمتها بنحو 130 مليون دولار وفق ما نقلته منصة “الطاقة” المتخصصة، فإنها جاءت بعد أيام فقط من توقيع شركة سوناطراك الجزائرية عقدًا ضخمًا مع الشركة نفسها، بقيمة تفوق 250 مليون دولار، ما يشير بوضوح إلى أن الطرف الكويتي اقتفى أثر التجربة الجزائرية الناجحة في هذا المجال.

وتنتمي الأنابيب المتعاقد عليها لفئة أنابيب “OCTG” عالية الأداء، التي تشتهر بها فالوريك، وهي تُستخدم في أصعب البيئات الجيولوجية لاستخراج الوقود الأحفوري، سواء من الحقول البرية أو البحرية. ووفق ما أكده فيليب غيلموت، الرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية، فإن العقد الجديد يعكس القدرة التنافسية العالية لفالوريك على تلبية متطلبات الشركاء في الشرق الأوسط.

ويتضمن التعاقد مع “كيه أو سي” (KOC)، التابعة لمؤسسة البترول الكويتية، تزويدها بأنابيب من الفولاذ الكربوني مزودة بوصلات عالية الجودة على مدار عامي 2025 و2026. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من رؤية كويتية طويلة الأمد تستهدف بلوغ مستوى إنتاج يومي يبلغ 4 ملايين برميل من النفط بحلول عام 2040.

وبينما تتجه الكويت لتعزيز قدراتها الإنتاجية، تبرز الجزائر كمبادِرة أولى في المنطقة؛ إذ سبقت الكويت في التعاقد مع فالوريك ضمن استراتيجية تستند إلى ضمان أمن التوريد التكنولوجي وتعزيز الأداء الميداني لأنشطة الحفر. وقد وصف لوران دوبيدو، نائب رئيس فالوريك، الصفقة مع سوناطراك بأنها تأكيد جديد لريادة الشركة في منطقة شمال إفريقيا، مستشهدًا بثقة الجزائر المستمرة في وصلات “VAM” التي أثبتت نجاحها في الميدان لسنوات.

وأشار دوبيدو إلى أن الحضور العالمي المتزايد لفالوريك يتيح لها دعم شركائها بأعلى معايير الجودة والموثوقية، وهو ما يجعل من التجربة الجزائرية مرجعًا يُحتذى به في المنطقة، لا سيما مع التحولات التي يشهدها قطاع الطاقة عالميًا.

ويُرجح أن يشكل هذا التوجه الخليجي في تقليد الخطوات الجزائرية دليلاً جديدًا على نجاح المقاربة التقنية والاستراتيجية التي تنتهجها سوناطراك، والتي بدأت تؤتي ثمارها حتى خارج الحدود، من خلال استقطاب الشركات العالمية لعقود مماثلة مستلهمة من التجربة الجزائرية.