الجزائرالٱن _ في رد حاسم على موجة الادعاءات الزائفة التي قادتها صحف ومواقع مغربية، خرج الإعلام الإسباني، ممثلًا في موقع Newtral.es، لينفي بشكل قاطع وجود أي اتهام رسمي من طرف الحكومة الإسبانية للجزائر بشأن انقطاع الكهرباء الذي شهدته شبه الجزيرة الإيبيرية يوم الإثنين 28 أفريل.
هذا الرد الإعلامي يفضح حملة مغربية ممنهجة حاولت استغلال الحادث لتشويه الجزائر وتوتير علاقاتها مع مدريد.
وأكد موقع Newtral.es أن ما لا يقل عن عشرة منابر إعلامية مغربية، بين صحف إلكترونية ومؤثرين على شبكات التواصل، قامت بنشر أخبار كاذبة تزعم أن الحكومة الإسبانية قد حمّلت الجزائر مسؤولية الانقطاع، بل وذهبت بعض المنشورات إلى حد الادعاء بأن مدريد طردت السفير الجزائري، عبد الفتاح دغموم، وهو ما نفته السلطات الإسبانية بشكل قاطع.
ومن بين هذه المواقع: Rue 20، Fes News، Ana Lkhabar، 9Avril، وKapress، التي نشرت رواية مزعومة تفيد بأن “التحقيقات الإسبانية تشير إلى تورط جزائري في عمل عدائي لقطع التيار الكهربائي”. وقد رافق هذه الرواية انتشار مقاطع فيديو على يوتيوب لمؤثرين مغاربة يروجون لفكرة وجود “تحقيق إسباني رسمي ضد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون”، وهو أمر عارٍ من الصحة.
المؤثر المغربي طارق حجاب، المعروف بخطابه المعادي للجزائر، نشر مقطع فيديو يدّعي فيه أن “إسبانيا اتهمت الجزائر رسميًا” و”فتحت تحقيقًا ضد الرئيس تبون”، وقد وصل عدد مشاهدات هذا الفيديو إلى نحو 25 ألفًا. كما بثّ المؤثر Iben Chaab، صاحب أكثر من 160 ألف متابع، مقطعًا آخر بعنوان: “إسبانيا تطرد السفير الجزائري وتقرر قطع العلاقات بعد أن قطعت الجزائر عنها الكهرباء”، وهو عنوان كاذب اعتمد على التضليل لخلق حالة من التوتر بين البلدين.
في مواجهة هذا السيل من الأخبار الزائفة، جاء الرد الإسباني الرسمي واضحًا وحاسمًا. حيث أكد مصدر من وزارة الخارجية الإسبانية لموقع Newtral.es أن “إسبانيا لم تطرد السفير الجزائري، ولم تقطع العلاقات مع الجزائر، كما أنها لم توجه أي اتهام للجزائر بخصوص حادث انقطاع الكهرباء”.
وعزز هذا النفي الفني مدير العمليات في شركة Red Eléctrica، إدواردو برييتو، الذي استبعد في ندوة صحفية أن يكون الانقطاع نتيجة لهجوم سيبراني، موضحًا أنه “لم يحدث أي اختراق في أنظمة التحكم بشبكة الكهرباء” وأن التحاليل الفنية تستبعد وجود أي اختراق أمني.
من جانبه، لم يوجّه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز أي اتهام لأي دولة، بل أكد أن جميع الفرضيات ما تزال مفتوحة، وأعلن عن فتح تحقيق مستقل لتحديد الأسباب الفعلية لانقطاع الكهرباء، دون الإشارة لا من قريب ولا من بعيد إلى الجزائر أو إلى أي دولة أخرى.
ويبدو أن هذه الحملة المغربية الجديدة ضد الجزائر ما هي إلا محاولة لتحويل الأنظار وتضليل الرأي العام، بعد أن تزايدت الشكوك سابقًا حول تورط جهات مغربية بالتعاون مع أطراف أجنبية في أنشطة إلكترونية مشبوهة.
وفي تعليق تقني، أوضح الخبير في الأمن السيبراني نيكولاس مارشال أن “لا وجود لأي سابقة في العالم لهجوم إلكتروني أدى إلى انقطاع شامل في شبكة الكهرباء”، مشيرًا إلى أن الهجمات السيبرانية غالبًا ما تستهدف محطات فرعية فقط. كما حذر من “استغلال الأزمات التقنية لترويج الإشاعات ونشر الذعر بين المواطنين”، مؤكدًا أن جماعات وهمية على الإنترنت غالبًا ما تنسب لنفسها هجمات لا علاقة لها بها.
في المحصلة، فإن الإعلام الإسباني لم يكتف بنفي المزاعم، بل فضح الأسلوب المعتمد في حملة التضليل المغربية، مما يكشف حجم التنسيق والدوافع السياسية الكامنة وراء هذه الادعاءات التي تستهدف الجزائر بدون أي دليل.