الإفراط في تناول أدوية الحموضة يسبب السرطان!

يعمد الكثير من الناس إلى تناول أدوية الحموضة، قبل استعمال بعض الأدوية القوية أو لعلاج الحموضة وارتجاع المريء والقرح المعدية.

ورغم أن هذه الأدوية تعد من الحلول الفعالة للكثير من المرضى، إلا أن استخدامها المفرط والمستمر أثار قلقًا كبيرًا في الوسط الطبي، حيث تشير بعض الدراسات بحسب مجلة Prescrire إلى وجود ارتباط محتمل بين هذه الأدوية وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، خاصة سرطان المعدة.

يعتمد الملايين في مختلف أرجاء العالم سنوي على هذه الأدوية التي تحتوي على مركبات مثل الأوميبرازول والبانتوبرازول والإيزوميبرازول.

ومع تزايد استخدامها، بدأ العديد من الأطباء والمختصين في توجيه الانتباه إلى المخاطر الصحية المحتملة الناتجة عن الاستعمال المستمر لهذه الأدوية على المدى البعيد.

وفي دراسات متعددة، تم التحذير من تأثيرات هذه الأدوية التي قد تشمل تطور أورام حميدة في المعدة، وهو ما ثبت من خلال أبحاث أجريت منذ الثمانينات. كما أظهرت دراسة شملت أكثر من 350 ألف مريض في 2017 أن أولئك الذين استخدموا مثبطات مضخة البروتون بشكل مستمر سجلوا معدل وفيات أعلى بنسبة 25 في المائة مقارنة بمن استخدموا أدوية أخرى أقل تأثيرًا.

وفي دراسات لاحقة عام 2023، تبين أن الأشخاص الذين استخدموا هذه الأدوية لأكثر من ستة أشهر كانوا عرضة للإصابة بسرطان المعدة بنسبة تزيد أربع مرات عن غيرهم، على الرغم من ذلك، تبقى الدراسات حول العلاقة بين هذه الأدوية وسرطان المعدة صعبة التحقيق بسبب ندرة الحالات، مما يجعل من الصعب إجراء أبحاث شاملة ودقيقة.

ورغم فوائد هذه الأدوية في علاج الحموضة، إلا أن استخدامها المستمر قد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى، مثل زيادة احتمالات الإصابة بالعدوى، نقص الفيتامينات والمعادن، وزيادة مخاطر الكسور.

لهذا السبب ينصح الأطباء بالحذر عند استخدامها لفترات طويلة. ولكن يظل التوقف عن تناول هذه الأدوية يشكل تحديًا، حيث قد تعود أعراض الحموضة بشكل أكثر حدة، مما يدفع المرضى للعودة إليها مجددًا.

يبقى في النهاية أن نستخدم هذا النوع من الأدوية بحذر وتحت إشراف طبي دقيق للحد من المخاطر المحتملة الناجمة عن استخدامها المفرط.

@ آلاء عمري